للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حتى يخرجوا. فلما كان ذات (يوم) (١) قلت: يا أمير المؤمنين أبرد بالصلاة فلا تفتني حتى آتي القوم ـ قال ـ فدخلت عليهم وهم قائلون، فإذا هم مُسهمة (٢) / وجوههم من السهر، قد أثر السجود في جباههم، كأن أيديهم ثفن (٣) الإبل، عليهم قمص مرحَّضة (٤) فقالوا: ما جاء بك يا ابن عباس؟ وما هذه الحلة عليك؟ (قال) (٥): قلت: ما تعيبون من ذلك؟ فلقد رَأَيْتُ (رَسُولَ) (٦) اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وعليه حلة) (٧) أحسن ما يكون من (الثياب اليمنية) (٨) ـ قال ـ/ ثم قرأت هذه الآية: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ} (٩)، فقالوا: ما جاء بك؟ (قلت) (١٠): جئتكم من عند (أصحاب) (١١) رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيكم منهم أحد، ومن عند ابن عم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وعليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله، (جئت) (١٢) لأبلغكم عنهم وأبلغهم عنكم، فقال بعضهم: لا تخاصموا قريشاً فإن الله يقول: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} (١٣) فقال بعضهم: بلى (فلنكلمه) (١٤). قال: فكلمني منهم رجلان، أو ثلاثة، قال: قلت: ماذا نقمتم عليه؟ قالوا: ثلاثاً.

فقلت: ما هن؟ قالوا: حكَّم الرجال في أمر الله وقال الله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ} (١٥)، قال: (قلت) (١٦): هذه واحدة، وماذا أيضاً؟ / قالوا: فإنه قاتل فلم يَسْبِ ولم يغنم، (فلئن) (١٧) كانوا مؤمنين ما حل قتالهم، (ولئن) (١٨)


(١) ساقطة من (خ).
(٢) أي متغير لون وجوههم. انظر: لسان العرب، مادة سهم.
(٣) هو ما يقع على الأرض من أعضاء الإبل إذا استناخ، كالركبتين، انظر لسان العرب، مادة ثفن.
(٤) أي مغسولة. انظر لسان العرب، مادة رحض.
(٥) ساقط من (غ) و (ر).
(٦) في (غ) و (ر): "على رسول".
(٧) ساقطة من (م) و (غ) و (ر). وفي (ط) و (خ): "وعليه".
(٨) في (م) و (خ) و (غ) و (ر): "ثياب اليمنة".
(٩) سورة الأعراف: الآية (٣٢).
(١٠) في (غ) و (ر): "فقال".
(١١) ساقطة من (م).
(١٢) في (م) و (ت): "حيث".
(١٣) سورة الزخرف: الآية (٥٨).
(١٤) في (غ) و (ر): "فلنكلمنه".
(١٥) سورة يوسف: الآية (٤٠).
(١٦) ساقطة من (ط).
(١٧) في (ت): "فإن".
(١٨) في (ت): "وإن".