للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَو دونه، أو فوقه محتملاً (١)، فَلَيْسَ فِي الْحَدِيثِ عَلَيْهِ دَلِيلٌ، فَلَا بُدَّ من حمله على محكم الأَصل الأَول ولا إشكال.

ومن ذلك: قولهم بالتناقض بين (٢) قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "لَا تُفَضِّلُونِي عَلَى يُونُسَ بْنَ مَتَّى" (٣)، وَ"لَا تخيِّروا ين الأَنبياء" (٤)، وبين قوله (٥): "أَنا سيد ولد (٦) آدم" (٧)، ونحوه.

ووجه الجمع بينهما ظاهر (٨).


(١) في (خ): "محتمل".
(٢) في (خ): "من" بدل "بين".
(٣) كذا ذكر المصنف هذا الحديث! وهو ناقل له عن "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة (ص١٣٢) وإن لم يصرح به.
والصواب في لفظ الحديث: "لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن مَتَّى".
أخرجه البخاري (٣٣٩٥)، ومسلم (٢٣٧٧)، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.
(٤) أخرجه البخاري (٢٤١٢ و٦٩١٦)، ومسلم (٢٣٧٤، ١٦٣) من حديث أبي سعيد.
وأخرجه البخاري أيضاً (٣٤١٤)، ومسلم (٢٣٧٣) من حديث أبي هريرة بلفظ: "لا تفضلوا بين أنبياء الله".
(٥) في (خ) و (م): "وبيني وقوله".
(٦) في (خ): "ولد سيد".
(٧) أخرجه مسلم (٢٢٧٨) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ: "أنا سيد ولد آدم يوم القيامة".
وأخرجه أيضاً (١٩٤) هو والبخاري (٣٣٤٠) من حديث أبي هريرة بلفظ: "أنا سيد الناس يوم القيامة". وجاء في نسختي (خ) و (م) زيادة: "ولا فخر" في آخر لفظ الحديث، وهذه الزيادة ليست في لفظ الصحيحين، وإنما أخرجها الترمذي (٣١٤٨ و٣٦١٥)، وابن ماجه (٤٣٠٨)، وأحمد في "المسند" (٣/ ٢ رقم ١٠٩٨٧)، جميعهم من طريق علي بن زيد بن جُدْعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، به، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
وفي سنده علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف كما في "التقريب" (٤٧٦٨).
(٨) وقد جمع بينها ابن قتيبة في الموضع السابق بعدة وجوه، لكن من أحسن ما قيل في الجمع بينها: أنه صلّى الله عليه وسلّم قال هذا قبل أن يعلم أنه أفضل من يونس، فلما علم ذلك قال: "أنا سيد ولد آدم ... ".
وقيل: إنه صلّى الله عليه وسلّم قال هذا زجراً عن أن يتخيّل أحد من الجاهلين شيئاً من حطّ مرتبة يونس صلّى الله عليه وسلّم من أجل ما في القرآن العزيز من قصته. قال العلماء: وما جرى ليونس صلّى الله عليه وسلّم لم يحطّه من النبوة مثقال ذرّة، وخصّ يونس بالذكر لما ذكرناه من ذكره في القرآن بما ذُكر. اهـ. من "شرح النووي" (١٥/ ١٣٢).=