وأخرجه أحمد أيضاً (٤/ ١٢٧)، والحاكم (١/ ٩٦)، كلاهما من طريق محمد بن إبراهيم التيمي، عن خالد بن معدان، به دون ذكر حجر بن حجر أيضاً، ووقع عند أحمد: "عن أبي بلال"، فلعله سقط منه: "ابن"، فيكون كالرواية السابقة، ويبقى النظر: هل هو عبد الرحمن بن عمرو، وكنية أبيه: "أبو بلال"، فتتفق الرواية؟ أو يكون رجلاً آخر، فيكون في الحديث اختلاف؟ ولم يترجم ابن حجر في "تعجيل المنفعة" لابن أبي بلال، ولا لأبي بلال، فالظاهر أنه يرى أنه عبد الله بن أبي بلال الخزاعي المترجم في "التهذيب" (٢/ ٣١١)، فإن كان كذلك فهو اختلاف لا يؤثر إلا على طريقي بحير بن سعد ومحمد بن إبراهيم عن خالد، ولا يؤثر على باقي الطرق. وقد صحح الحديث ابن حبان كما تقدم، وقال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وقال الحاكم: "هذا إسناد صحيح على شرطهما جميعاً، ولا أعرف له علة". وكان قد قال قبل ذلك: "هذا حديث صحيح ليس له علّة، وقد احتجّ البخاري بعبد الرحمن بن عمرو وثور بن يزيد ... ". وكان قد ذكر قبل ذلك أن البخاري احتجّ بعبد الرحمن بن عمرو، وهو وهم منه، فلعله التبس عليه بغيره ممن روى له البخاري، وأما عبد الرحمن هذا فهو ابن عمرو بن عَبَسَة السُّلَمي، الشامي، روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه، ولم يرو له البخاري، وهو مقبول كما في "التقريب" (٣٩٩١)، وقد تابعه حُجْر بن حُجْر الكَلاَعي الحمصي، وهو مقبول مثله كما في "التقريب" (١١٥٢). وقد أخرجه أحمد (٤/ ١٢٦)، وابن أبي عاصم (٣٣ و٥٦ و٥٨)، والحاكم (١/ ٩٦)، من طريق معاوية بن صالح، عن ضمرة بن حبيب، عن عبد الرحمن بن عمرو، عن العرباض، به. وأخرجه ابن أبي عاصم (٣٠) من طريق يحيى بن جابر، عن عبد الرحمن بن عمرو، به مختصراً. ٣ ـ طريق يحيى بن أبي المطاع، عن العرباض. أخرجه ابن ماجه (٤٢)، وابن أبي عاصم (٢٦ و٥٥)، والحاكم (١/ ٩٧)، ثلاثتهم من طريق عبد الله بن العلاء بن زبر، عن يحيى، به. ٤ ـ طريق المهاجر بن حبيب، عن العرباض. أخرجه ابن أبي عاصم (٢٨ و٢٩ و٥٩) مختصراً. وصحح الشيخ ناصر الدين الألباني رحمه الله هذا الحديث في تعليقه على "السنة" لابن أبي عاصم.