للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَفِي الصَّحِيحِ أَن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ: "أَي يَوْمٍ هَذَا؟ "، قَالُوا: يَوْمُ الْحَجِّ الأَكبر، قَالَ: "فإِن دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وأَعراضكم بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يومكم هذا، في بلدكم هذا، ألا (١) لَا يَجْنِي جانٍ إِلا عَلَى نَفْسِهِ، أَلا لَا يَجْنِي جانٍ عَلَى وَلَدِهِ، وَلَا مَوْلُودٌ على والده، أَلا وإِن الشيطان قد أيِسَ (٢) أَن يُعبد (٣) في بلدكم هذا (٤) أَبداً، ولكن ستكون (٥) لَهُ طَاعَةٌ فِيمَا تَحْتَقِرون (٦) مِنْ أَعمالكم، فَسَيَرْضَى به" (٧).


=يروى هذا عن بلال بن سعد"، ثم رواه بإسناده عن بلال بن سعد، ثم قال: "وهذا أولى من رواية غالب".
ونحوه كلام أبي نعيم في "الحلية" (٦/ ٧٨).
وانظر: لقول بلال بن سعد: "الزهد" لابن المبارك (١/ ٢٤)، و"الزهد" للإمام أحمد (١/ ٣٨٤)، و"تاريخ بغداد" (٣/ ٢٨٠)، و"شعب الإيمان" (١/ ٢٦٩) و (٥/ ٤٣٠)، و"تهذيب الكمال" (٤/ ٢٩٥)، و"السير" (٥/ ٩١)، و"طبقات الحنابلة" (١/ ٣٢١).
(١) قوله: "ألا" من (ر) و (غ) فقط.
(٢) في (خ) و (م) و (ت) "يئس".
(٣) في (ت) و (خ) و (م): "أن لا يعبد".
(٤) في (ر) و (غ): "بلادكم هذه" وفي (م): "بلدكم هذه".
(٥) في (خ) و (ت) و (م): "ولا تكون" بدل "ولكن ستكون".
(٦) في (خ) و (م): "يحتقرون".
(٧) الحديث لم يخرج في "الصحيحين" بهذا اللفظ، ولذا علق رشيد رضا عليه بقوله: كذا في نسخة الكتاب! ولا أذكر لأحد روايته بهذا اللفظ، وفي حديث عمرو بن الأحوص عند أصحاب السنن ـ ما عدا أبا داود ـ: "ألا إن الشيطان قد أَيِسَ أن يعبد في بلدكم هذا أبداً، ولكن سيكون له طاعة في بعض ما تحقرون من أعمالكم، فيرضى بها".اهـ.
ولعل المصنف أراد: "وفي الحديث الصحيح"، فالحديث أخرجه بهذا اللفظ الترمذي (٢١٥٩)، وابن ماجه (٣٠٥٥)، والنسائي في "الكبرى" (٤١٠٠) من طريق أبي الأحوص، عن شبيب بن غرقدة، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أبيه، به.
قال الترمذي: "حسن صحيح، ولا نعرفه إلا من حديث شبيب بن غرقدة".
وفي إسناده ضعف؛ سليمان بن عمرو قال فيه ابن القطان: مجهول كما في "تهذيب التهذيب" (٤/ ١٨٦ رقم ٣٦٣)، وذكره ابن حبان في "الثقات" (٤/ ٣١٤)،. وقال الحافظ في "التقريب" (٢٦١٣): مقبول.
وأخرجه أحمد (٢/ ٣٦٨) وغيره من حديث الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ: "إن الشيطان قد أيس أن يعبد بأرضكم هذه، ولكنه قد رضي منكم بما تحقرون".=