للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الْعُلَمَاءِ، فَجَعَلُوا العملَ بِبِدْعَةِ الدعاءِ بِهَيْئَةِ الِاجْتِمَاعِ فِي آثَارِ الصَّلَوَاتِ، وقراءةَ الحِزْب حُجَّةً فِي جَوَازِ الْعَمَلِ بِالْبِدَعِ فِي الْجُمْلَةِ، وأَن مِنْهَا مَا هُوَ حَسَنٌ، وَكَانَ مِنْهُمْ مَنِ ارْتَسَمَ فِي طَرِيقَةِ التصوُّف، فأَجاز التعبُّدَ لِلَّهِ بِالْعِبَادَاتِ الْمُبْتَدَعَةِ، وَاحْتَجَّ بالحِزْب والدعاءِ بَعْدَ الصَّلَاةِ؛ كَمَا تَقَدَّمَ.

وَمِنْهُمْ مَنِ اعْتَقَدَ أَنه مَا عَمِلَ بِهِ إِلا لمُسْتَند، فَوَضَعَهُ فِي كِتَابٍ، وَجَعَلَهُ فقهاً؛ كبعض أَماريد (١) البربر (٢) ممن قيَّد على رسالة ابن أَبي زَيْدٍ (٣).

وأَصل جَمِيعَ ذَلِكَ (٤): سُكُوتُ الْخَوَاصِّ عَنِ البيان، أَو العمل (٥) بِهِ عَلَى الغَفْلة، وَمِنْ هُنَا تُسْتَشْنَعُ زَلَّةُ العالم؛ فقد قالوا (٦): ثَلَاثٌ يَهْدِمْنَ (٧) الدِّينَ: زَلّةُ الْعَالِمِ (٨)، وجِدَالُ منافقٍ بالقرآن، وأَئِمَة مُضِلّون (٩).


(١) في (ر) و (غ): "أفاريد".
(٢) في (ت) و (خ) و (م): "الرس" بدل "البربر".
(٣) في (خ): "على الأمة ابن زيد"، وفي (م): "على الآلة ابن أبي نريد"، وأصل (ت) موافق لما هو مثبت هنا، لكن كتب في الهامش: "على الآلة ابن زيد"، وكأنه تصويب للعبارة.
(٤) في (ت): "ذلك كله".
(٥) في (خ): "والعمل".
(٦) ورد ذلك عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
أخرجه ابن المبارك في "الزهد" (١٤٧٥)، والفريابي في "صفة المنافق" (ص٥٤)، كلاهما من طريق مالك بن مغول، عن أبي حصين، عن زياد بن حُدَير؛ قال: قال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه: يهدم الزمان ثلاث: ضيعة عالم، ومجادلة منافق بالقرآن، وأئمة مضلّون.
وسنده صحيح.
وأخرجه الدارمي (١/ ٧١) من طريق أبي إسحاق السبيعي، وأبو نعيم في "الحلية" (٤/ ١٩٦) من طريق مغيرة، كلاهما عن الشعبي، عن زياد بن حُدَير؛ قال: أتيت عمر بن الخطاب ... ، فذكره.
وتصحف "حدير" عند أبي نعيم إلى "جرير".
وأخرجه البيهقي في "المدخل إلى السنن" (٨٣٢) من طريق داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عمر، ليس فيه ذكر لزياد بن حدير.
(٧) في (ت) و (خ): "تهدم"، وفي (م): "يهدم".
(٨) في (ر) و (غ): "عالم".
(٩) في (خ): "ضالون".