الإخوة لسنا أولاد جارية، بل أولاد حرة " (غلاطية ٤/ ٣١).
كم هو الفرق بين هذه النظرة العنصرية البغيضة وما جاء في القرآن الكريم {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم}(سورة الحجرات: ١٣).
يقول ول ديورانت في "قصة الحضارة": " إن الإنسان ليجد في الأناجيل فقرات قاسية مريرة لا توائم قط ما يقال لنا عن المسيح في مواضع أخرى ... إن بعضها يبدو لأول وهلة مجانباً العدالة، وإن منها ما يشتمل على السخرية اللاذعة والحقد المرير ".
- ومن عجائب العهد الجديد أنه يعتبر المسيح ملعوناً، اللعن هو الطرد من رحمة الله، وهو عقوبة الله للعصاة والمجرمين، كمن يعبد الأصنام أو يزني بمحارمه أو يستخف بوالديه وغيرهم ممن لا يقيم كلمات ناموس الله. (انظر التثنية ٢٧/ ١٥ - ٢٦).
لكن بولس لا يجد غضاضة أن يجعل المسيح عليه السلام في زمرة هؤلاء الملعونين من الله، فيقول: "المسيح افتدانا من لعنة الناموس، إذ صار لعنة لأجلنا، لأنه مكتوب: ملعون كل من علّق على خشبة" (غلاطية ٣/ ١٢)، إذ لم يجد وسيلة يوفق فيها بين لعن المصلوب في شريعة موسى وإدعائه صلب المسيح، فجعله ملعوناً مطروداً من رحمة الله، وأسبغ على هذه المهانة للمسيح ثوباً فلسفياً، حين جعل طرد المسيح من رحمة الله، إنما هي نيابة عنا معاشر الخطاة.
- وينسب يوحنا إلى المسيح عليه السلام الكذب - وحاشاه - فيذكر يوحنا أن التلاميذ طلبوا من المسيح أن يذهب لليهودية (أورشليم) ويظهر معجزاته في عيد المظال، فقال لهم: "اصعدوا أنتم إلى هذا العيد، أنا لست أصعد بعد إلى هذا العيد، لأن وقتي لم يكمل بعد، قال لهم هذا، ومكث في الجليل، ولما كان إخوته قد صعدوا، صعد هو أيضاً إلى العيد، لا ظاهراً، بل كأنه في الخفاء ... " (يوحنا ٧/ ٨ - ١٠)، لقد أخبرهم أنه