لن يذهب إلى العيد ثم ذهب مختفياً حتى لا يكتشفوا كذبه، وحاشاه عليه الصلاة والسلام، وإذا كانت الأسفار قد نسبت الكذب إلى الرب المتجسد، فماذا عساه ننتظر من البشر!. (١)
فهذا كذب صريح لا يليق بأن ينسب إلى المسيح، فإن قرأه النصارى في كتابهم عن المسيح - وحاشاه - فلا عجب بعد ذلك لو أصيبوا جميعاً بداء الكذب.
ويعجب المرء لكثرة التعري في الغرب النصراني، ولكن لا عجب عند من تأمل سوءة أخرى تنسبها الأسفار إلى المسيح عليه السلام، ألا وهي التعري أمام التلاميذ، فقد جاء ذلك في قصة غسل المسيح أرجل التلاميذ، يقول يوحنا:"قام عن العشاء وخلع ثيابه، وأخذ منشفة واتّزر بها، ثم صبّ ماء في مغسل، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ، ويمسحها بالمنشفة التي كان متزراً بها ... فلما كان قد غسل أرجلهم وأخذ ثيابه واتكأ أيضاً، قال لهم: أتفهمون ما قد صنعت بكم"(يوحنا ١٣/ ٤ - ١٢).
ومن نسب العري إلى المسيح لن يخجل من وسم رسله وتلاميذه بمثله، فقد ذهبوا للسباحة في بحيرة طبرية، وقد وقف سمعان إلى جانب البحر عارياً حتى من الإزار الذي يغطي عورته، ولما جاء المسيح لم يعرفه "فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يحبه لبطرس: هو الرب. فلما سمع سمعان بطرس أنه الرب، اتزر بثوبه، لأنه كان عرياناً، وألقى نفسه في البحر"(يوحنا ٢١/ ٧).
- وتذكر الأناجيل على لسان المسيح الكثير من السباب والشتائم لليهود، وهم مستحقون لذلك، غير أن مثل هذا لا يصدر من نبي أرسله ربه ليعلم قومه حميد
(١) يبرر القس سمعان كلهون هذا الكذب بدواعي الخوف على النفس، ويراه صورة من "الحكمة الإلهية التي بها صان حياته من الموت قبل الوقت المعين، حتى يمكنه أن يقدمها ذبيحة مقبولة في الساعة المناسبة". انظر اتفاق البشيرين، القس سمعان كلهون، ص (٢١٨).