الأخلاق، كما لا يصدر ممن يقول:" باركوا أعداءكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم "(متى ٥/ ٤٤).
فكيف يقول بعد ذلك لقومه:" ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون .. ويل لكم أيها القادة العميان .. أيها الجهال والعميان .. أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم؟ "(متى ٢٣/ ١٣ - ٣٧).
وهل يعقل أن يقول ذاك الذي أمر بمباركة الأعداء ومحبتهم والإحسان إليهم، هل يمكن أن يقول لهم:" يا أغبياء "(لوقا ١١/ ٣٧)، أو أن يصفهم بأنهم كلاب وخنازير:"لا تعطوا القدس للكلاب، ولا تطرحوا درركم قدام الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها، وتلتفت فتمزقكم"(متى ٧/ ٦).
وقد طال السباب المنسوب للمسيح حتى تلاميذه وخاصته، فقد قال لتلميذيه اللذين لم يعرفاه:" أيها الغبيان والبطيئا القلوب في الإيمان بجميع ما تكلم به الأنبياء"(لوقا ٢٤/ ٢٥)، وقال لبطرس:"اذهب عني يا شيطان "(متى ١٦/ ٢٣).
وقال مخاطبا إياه في موطن آخر:"يا قليل الإيمان لماذا شككت "(متى ١٤/ ٣١).
لكن الداهية الدهياء حين ينسب كُتاب العهد الجديد إلى المسيح سِباب إخوانه من الأنبياء وتشبيههم باللصوص والسراق، واتهامهم بعدم الحرص على هداية أقوامهم، فيقول يوحنا: " قال لهم يسوع أيضاً: الحقَ الحقَ أقول لكم: إني أنا باب الخراف، جميع الذين أتوا قبلي هم سراق ولصوص. ولكن الخراف لم تسمع لهم. أنا هو الباب. إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى. السارق لا يأتي إلا ليسرق ويذبح ويهلك.
وأما أنا فقد أتيت لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل. أنا هو الراعي الصالح. والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف. وأما الذي هو أجير وليس راعياً الذي ليست الخراف له، فيرى الذئب مقبلاً ويترك الخراف ويهرب. فيخطف الذئب الخراف