الأولى، وينطبق على أكثرها ما ذكرناه في رسالة العبرانيين، حيث تأخر الاعتراف إلى أواسط القرن الرابع الميلادي برسالة بطرس الثانية ورسالتي يوحنا الثانية والثالثة ورسالتي يعقوب ويهوذا، ورؤيا يوحنا اللاهوتي الذي كان موضع جدل كبير قبل إقراره.
إذ يحوي هذا السفر رؤيا منامية غريبة هدفها تقرير ألوهية المسيح، وإثبات سلطانه في السماء، وخضوع الملائكة له، إضافة إلى بعض التنبؤات المستقبلية التي صيغت بشكل رمزي وغامض.
وهذه الرؤيا رآها يوحنا في منامه وهي مسطرة في سبعة وعشرين صفحة !! ومثل هذا يستغرب في المنامات ولا يعهد.
وقد شكك آباء الكنيسة الأوائل كثيراً في هذا السفر. يقول الأسقف كيس ٢١٢م:" إن سفر الرؤيا من تصنيف كيرنثوس الملحد ".
وأما ديونيسيوس رئيس مدرسة الاسكندرية عام ٢٥٠م فينقل في كتابه "المواعيد" عن بعض السابقين له بأنهم درسوا سفر الرؤيا إصحاحاً إصحاحاً، ووجدوه "بلا معنى وعديم البراهين، قائلين بأنه عنوان مزور .. ليس من تصنيف يوحنا .. لم يكتبه أي واحد من الرسل أو القديسين، أو أي واحد من رجال الكنيسة، بل إن كيرنثوس مؤلف الشيعة التي تدعى الكرنثيين، إذ أراد أن يدعم قصته الخيالية؛ نسبها إلى يوحنا"، وذلك أن كيرنثوس كان يقول بالملك الأرضي للمسيح، وهو ما يتفق مع فكرة السفر عن أحداث آخر الزمان.
لكن المؤلف الكبير لم يقنع بما توصل إليه السابقون، فأمعن في دراسة السفر، وتوصل إلى ان "السفر من كتابة شخص يدعى يوحنا .. رجل قديس ملهم بالروح