للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القدس، ولكنني لا أصدق بأنه هو الرسول ابن زبدي، كاتب إنجيل يوحنا والرسائل الجامعة .. وفي اعتقادي كان هناك كثيرون بنفس اسم الرسول يوحنا". (١)

يقول لوثر: "إن هذا السفر لا يعلّم عن المسيح، ولا يشير إليه بوضوح، ولا يتضح فيه أنه من وحي الروح القدس".

وأما خلفه المصلح زونجلي فقد قال: "ليس لنا شأن بسفر الرؤيا، لأنه ليس سفراً كتابياً، فليس فيه طعم كتابات يوحنا .. وفي وسعي أن أرفضه".

ويعقب المفسر باركلي فيكتب: "وقد اشترك مع لوثر وزونجلي كثيرون".

كما نقل عن بعض المفسرين قولهم: "إن عدد الألغاز الموجودة في سفر الرؤيا يساوي عدد كلماته، وقال آخر: إن دراسة الرؤيا تصيب الإنسان بالخبل، أو إن الذي يحاول القيام بها مخبول". (٢)

ويقول مدخل الرهبانية اليسوعية لهذا السفر: " لا يأتينا سفر يوحنا بشيء من الإيضاح عن كاتبه، لقد أطلق على نفسه اسم يوحنا، ولقب نبي، ولم يذكر قط أنه أحد الاثني عشر. هناك تقليد على شيء من الثبوت، وقد عثر على بعض آثاره منذ القرن الثاني، وورد فيه أن كاتب الرؤيا هو الرسول يوحنا .. بيد أنه ليس في التقليد القديم إجماع على ذلك، وقد بقي المصدر الرسولي لسفر الرؤيا عرضة للشك ... إن آراء المفسرين في عصرنا متشعبة، ففيهم من يؤكد أن الاختلاف في الإنشاء والبيئة والتفكير اللاهوتي تجعل نسبة الرؤيا والإنجيل الرابع إلى كاتب واحد أمراً عسيراً.

ويخالفهم مفسرون آخرون في الرأي ... ويرون أن سفر الرؤيا والإنجيل يرتبطان


(١) تاريخ الكنيسة، يوسابيوس القيصري، ص (٣٢٩ - ٣٣١).
(٢) تفسير العهد الجديد (سفر الرؤيا)، وليم باركلي، ص (٩).

<<  <   >  >>