للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بتعليم الرسول عن يد كتبة ينتمون إلى بيئات يوحنا في أفسس ويقول المفسر وليم باركلي في مقدمة تفسيره للسفر: "وليس من المحتمل أن يكون الكاتب رسولاً، فلو أنه كان رسولاً لوضع تنبيره على هذه الحقيقة أكثر من تنبيره على أنه نبي، ثم إنه يتكلم عن الرسل كأغراب عليه .. فإن هذا أسلوب شخص يؤرخ لفترة خدمة الرسل، بل إن عنوان السفر يوحي بهذه الفكرة، فهو "رؤيا يوحنا اللاهوتي" ولعل لقب "اللاهوتي" أي عالم اللاهوت قد أضيف إلى اسم يوحنا الكاتب ليميزه عن يوحنا الرسول.

ويقول يوسابيوس أبو التاريخ الكنسي: "يحتمل أن يكون يوحنا الثاني هو الذي رأى الرؤيا المنسوبة إلى يوحنا، أن كان أحد لا يميل أن يصدق بأن يوحنا الأول [التلميذ] هو الذي رآها". (١)

وهكذا فالسفر لا دليل يثبت كتابة يوحنا له، وغاية ما يمكن قوله أنه كتب على يد كتبة مجهولين تربوا على يد يوحنا في أفسس.

ومما نقله المحققون في تكذيب نسبة الرسائل الكاثوليكية أو بعضها على الأقل تكذيب هورن لها، واحتج بعدم وجودها في الترجمة السريانية القديمة.

ويقول يوسابيوس: "قبل الجميع دون جدال أسفارنا المعروفة الآن ما خلا الرسالة إلى العبرانيين ورسالة يعقوب ورسالة يهوذا ورسالة بطرس الثانية وسفر الرؤيا ورسالتي يوحنا الثانية والثالثة، فقد قبلها الجمهور، ولكن البعض شكّ فيها .. وأما رسالتا يوحنا فهما خطابان شخصيان يصعب برهنة صدق قانونيتهما". (٢)

ويقول عن رسالة يعقوب: " الرسالة متنازع عليها، أو على الأقل أن الكثيرين


(١) تاريخ الكنيسة، يوسابيوس القيصري، ص (١٤٥).
(٢) علم اللاهوت النظامي، جيمس أنِس، ص (٦٤).

<<  <   >  >>