للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فإن قيل: مناسبة التعبير للرؤيا ظاهرة إلا في الزناة فما هي؟ فالجواب: أنها من جهة أن العري فضيحة كالزنا (١) , ثم إن الزاني يطلب الخلوة كالتنور, ولا شك أنه خائف حذر وقت الزنا كأن تحته النار ونحوه (٢).

وفي الحديث: الاهتمام بأمر الرؤيا واستحباب السؤال عنها وذكرها بعد الصلاة.

وفيه: التحذير عن الكذب والرواية بغير الحق. وفيه: التحذير عن ترك قراءة القران والعمل به. وفيه: التغليظ على الزنا الربا. وفيه: سعادة صبيان الخلق كلهم وتفضيل الشهداء على غيرهم (٣).

ووجه الضبط في الأمور المذكورة أن الحال لا يخلو من الثواب والعذاب؛ فالعذاب إما على ما يتعلق بالقول أو بالفعل، والأول, إما على وجود قول لا ينبغي, أو على عدم قول ينبغي. الثاني إما على بدني وهو الزنا ونحوه, أو مالي وهو الربا أو نحوه, والثواب إما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودرجته فوق الكل مثل السحابة, وإما للأمة وهي ثلاث درجات الأولى للصبيان والأوسط للعامة والأعلى للشهداء (٤).

[٢٧٩ أ/ص]

وفي الحديث / أيضًا: فضل تعبير الرؤيا. وفيه: أن من قدم خيرًا وجده يوم القيامة؛ لقوله: " أتيت منزلك". وفيه: استحباب إقبال الإمام بعد سلامه على أصحابه. وفيه: مبادرة المعبر إلى تعبير الرؤيا أول النهار قبل أن يتشعب ذهنه باشتغاله في معاشه في الدنيا؛ ولأن عهد الرائي قريب ولم يطرأ عليه ما يشوشها؛ ولأنه قد يكون فيها ما يستحب تعجيله علي خير، والتحذير عن معصية. وفيه إباحة الكلام في العلم في المسجد. وفيه: أن استدبار القبلة في جلوس للعلم أو غيره جائز (٥). والله أعلم.


(١) الزنى في ب.
(٢) الكواكب الدراري (٧/ ١٥٦).
(٣) الكواكب الدراري (٧/ ١٥٧).
(٤) الكواكب الدراري (٧/ ١٥٧).
(٥) شرح صحيح مسلم للنووي (١٥/ ٣٥). وعمدة القاري (٨/ ٢١٨).