للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأنت خبير بأنه تشنيع على الحنفية _أيدهم الله_ من غير توجيه ولا تحقيق، ودفعه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رفع له سريره على طريق خرق العادة فرآه، فيكون الصلاة عليه كالصلاة على الميت، رآه الإمام ولا يراه المأموم، وليس ذلك مجرد احتمال؛ بل له بينة (١)، وهي ما رواه ابن حبان في صحيحه من حديث عمر ابن الحصين - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن أخاكم النجاشي توفي، فقوموا عليه"، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وصفُّوا خلفه، فكبر أربعًا، وهم لا يظنون أن جنازته بين يديه" (٢).

[٩٤ أ/س]

وجواب آخر: أنه من باب الضرورة؛ لأنه مات بأرض لم يقم فيها عليه فريضة الصلاة، فتعين /فرض الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم -؛ لعدم من يصلي عليه ثمة، ويدل على ذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصل على غائب غيره، وقد مات من الصحابة خلق كثير وهم غائبون عنه - صلى الله عليه وسلم -، وسمع بهم فلم يصل عليهم إلا غائبًا واحدًا ورد أنه طويت له الأرض حتى حضره، وهو معاوية بن معاوية المزني، روى حديثه الطبراني في معجمه الأوسط، وكتاب مسند الشاميين قال: حدثنا علي بن سعيد المرازي، ثنا نوح بن عمير السكسكي، ثنا بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال: كنا مع رسول - صلى الله عليه وسلم - بتبوك؛ فنزل عليه جبريل - عليه السلام -، فقال: يا رسول الله، إن معاوية بن معاوية المزني مات بالمدينة، أتحب أن تُطوى لك الأرض؛ فتصلي عليه؟ قال: "نعم، فضرب بجناحه الأرض، ورفع له سريره، فصلى (٣) عليه، وخلفه صفان من الملائكة، في كل صف سبعون ألف ملك، ثم رجع، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجبريل: - عليه السلام - بم أدرك هذا؟ قال: بحبه سورة قل هو الله أحد، وقراءته إياها جائيًا، وذاهبًا، وقائمًا، وقاعدًا، وعلى كل حال". (٤) انتهى.


(١) عمدة القاري (٨/ ٢٢).
(٢) صحيح ابن حبان، ذكر البيان بأن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - نعى إلى الناس النجاشي في اليوم الذي توفي فيه (٧/ ٣٦٩). (٣١٠٢) من طريق: يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو قلابة، عن عمه، عن عمران بن حصين، إسناده صحيح رجاله ثقات. عم أبي قلابة: هو المهلب الجرمي البصري، روى له مسلم وأصحاب السنن.
(٣) [وصلى] في ب.
(٤) إسناده فيه متهم بالوضع، وهو نوح بن عمرو السكسكي وهو متهم بالكذب، وقال الذهبي في"ميزان الاعتدال" (٤/ ٢٧٨) (٩١٣٩ قال ابن حبان: يقال إنه سرق هذا الحديث، هذا حديث منكر. وأخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"، من اسمه علي (٤/ ١٦٣) (٣٨٧٤) وقال: لم يرو هذا الحديث عن محمد بن زياد إلا بقية، تفرد به: نوح بن عمر الحمصي،. ومسند الشاميين، محمد بن زياد عن أبي أمامة الباهلي (٢/ ١٢) (٨٣١). وعمدة القاري (٨/ ٢٢).