للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

كمشيه". هذا حديث حسن رواه شعبة، عن السدى، ولم يرفعه. قال عبد الرحمن بن مهدي: قلْتُ لشعبة: إنَّ إسرائيل عن السدى، عن مرة، عن عبد الله يرفعه، قال: شعبة، وقد سمعته من السدى مرفوعًا، ولكنِّي أدعه عمدًا (١).

[٤٦ ب/ص]

وقيل: المراد بالورود: الممر عليها، روى ذلك /الإمام أبو الليث السمرقندي بسنده إلى كعب، قال: " هل تدرون ما قوله {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا}، قالوا: ما كنا نرى ورودها إلا دخولها، قال: لا، ولكن ورودها أن يجاء بجهنم، كأنها متن إهالة؛ حتَّى استوتْ عليها أقدام الخلائق برهم وفاجرهم، نادى منادٍ، خذي أصحابك، وذري أصحابي؛ فتجلب بكل ولي لها، وهي أعلم بهم من الوالد بولده، وينجو المؤمنون ندية أبدانهم" (٢).

[١٠٤ أ/س]

وهذان القولان أصح ما ورد في ذلك، ولا تنافي بينهما؛ لأنَّ من عَبَّرَ بالدخول تجوز به /عن المرور، ووجهه أنَّ المارَّ عليها فوق الصراط في معنى من دخلها (٣).

وقوله: متن إهالة، أي: ظهرها، والإهالة بكسر الهمزة كل شيء من الإدهان مما يؤتدم به، وقيل: هو ما أذيب من الإلية والشحم، وقيل: الدسم الجامد (٤)، ورُوِيَ: دواية بضم الدال المهملة، وفتح الهمزة، وهي الجديدة التي تعلوا اللبن والمرق (٥) هذا.


(١) سنن التِّرْمِذِي، أبواب تفسير القران، باب: ومن سورة مريم (٥/ ٣١٧)، (٣١٥٩ - ٣١٦٠) قال: هذا حديث حسن، ورواه شعبة، عن السدي فلم يرفعه.
(٢) تفسير السمرقندي المسمى بحر العلوم (٢/ ٣٨٤)، وتنبيه الغافلين بأحاديث سيد الأنبياء والمرسلين للسمرقندي، أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم السمرقندي (المتوفِي: ٣٧٣ هـ)، حققه وعلق عليه: يوسف علي بديوي، دار ابن كثير، دمشق - بيروت، الطبعة: الثالثة، ١٤٢١ هـ - ٢٠٠٠ م (ص ٣٩٠)، (٥٩٠).
(٣) فتح الباري (٣/ ١٢٤).
(٤) لسان العرب، حرف لام فصل الألف (١١/ ٣٢).
(٥) تاج العروس، مادة دوى (٣٨/ ٧٩). وفيه (الجليدة) وليس (الجديدة).