للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(فَمِنَّا مَنْ مَاتَ لَمْ يَأْكُلْ مِنْ أَجْرِهِ شَيْئًا) يعني: لم يكسب من الدنيا شيئًا من الغنائم التي تناولها من إدراك الفتوح، بل قصر نفسه عن شهواتها؛ لينالها موفّرة في الآخرة، (مِنْهُمْ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ) بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، يجتمع مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في قصي.

(وَمِنَّا مَنْ أَيْنَعَتْ) بفتح الهمزة وسكون المثناة التحتية، وفتح النون، أي: أدركت ونضجت (لَهُ ثَمَرَتُهُ) وفي: رواية ثمرة بدون الضمير.

يقال: نِيع الثمر ينيع نيعًا وينوعًا فهو يانع، وكذلك أينع، وثمر ينيع أي: نضيج (١)، وقال الفرّاء: أينع أكثر من ينع، وقال القزاز: يونع أيناعًا فهو مونع، وقال الجوهري: جمع اليانع ينع مثل صاحب وصحب (٢).

(فَهُوَ يَهْدِبُهَا) بفتح المثناة التحتيّة وسكون الهاء وكسر الدال المهملة وضمّها، وجوّز فتحها أيضًا وبالموحّدة أي: يجتنيها، وقال ابن سيده: هدب الثمرة يهدبها هدبًا اجتباها (٣)، وعبّر بالمضارع؛ ليفيد استمرار الحال الماضية والآتية، واستحضارًا له في مشاهدة السامع.

[١٢٥ أ/ص]

(قُتِلَ) أي: مصعب - رضي الله عنه - (يَوْمَ أُحُدٍ) /والذي قتله هو: عبد الله بن قمئة، عن نيف وأربعين سنة، والجملة استينافية.

(فَلَمْ نَجِدْ مَا نُكَفِّنُهُ) وزاد أبو ذر: "به" (٤). (إِلَاّ بُرْدَةً إِذَا غَطَّيْنَا بِهَا رَأْسَهُ خَرَجَتْ رِجْلَاهُ وَإِذَا غَطَّيْنَا) بها (رِجْلَيْهِ خَرَجَ رَأْسُهُ) لقصرها.

(فَأَمَرَنَا النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ نُغَطِّىَ رَأْسَهُ) بطرف البردة (وَأَنْ نَجْعَلَ عَلَى رِجْلَيْهِ مِنَ الإِذْخِرِ) بكسر الهمزة وسكون الذال المعجمة وكسر الخاء المعجمة وفي آخره راء.


(١) جمهرة اللغة، [نعى] (٢/ ٩٥٥). ولسان العرب [فصل الياء] (٨/ ٤١٥).
(٢) الصحاح [ينع] (٣/ ١٣١٠).
(٣) المحكم المحيط، مقلوبه: (هـ ب د)، (٤/ ٢٧٠).
(٤) إرشاد الساري (٢/ ٣٩٤).