للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

جسدك، وروى أنّ آدم - عليه السلام -، مكث بعد قتله مائة سنة، لا يضحك، وقيل: قتل، وهو ابن عشرين سنة، وكان قتله عند عقبة حراء، وقيل: بالبصرة في موضع المسجد الأعظم (١).

(كِفْلٌ) بكسر الكاف، أي: نصيب وحظ، وقال الخليل: الضعف (٢)، (دَمِهَا وَذَلِكَ) أي:: كون الكفل على ابن آدم الأول (بأنّه (٣)) أي: بسبب أنّ ابن آدم الأول (أَوَّلُ مَنْ سَنَّ الْقَتْلَ) أي: قتل النفس ظلمًا وحسدًا.

وهذا الحديث طرف من حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - وصله المصنف (٤) في الديات (٥) وغيرها، وهو من قواعد الإسلام موافق لحديث "من سنّ في الإسلام سنّة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء"، أخرجه مسلم عن جرير - رضي الله عنه - (٦).

[١٣٦ أ/ص]

ثمّ وجه الاستدلال بهذا الحديث: أنّ القاتل المذكور يشارك من صنع صنيعه؛ لكونه فتح له الباب، ونهج /له الطريق، فكذلك من كانت طريقته النوح على الميت يكون قد فتح لأهله هذا الطريق، فيؤاخذ على فعله الأول.

وحاصل ما أراد البخاري في هذه الترجمة: أنّ الشخص لا يعذب بفعل غيره، إلا إذا كان له فيه تسبب، فمن قال بجواز تعذيب شخص بفعل غيره فمراده هنا، ومن نفاه فمراده ما إذا لم يكن له فيه تسبب أصلًا.


(١) تفسير الطبري (٨/ ٣٢٢) من طريق حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ عن الكتاب الأَوَّلِ. وتفسير الزمخشري (١/ ٦٢٤ - ٦٢٦).
(٢) العين (٥/ ٣٧٣).
(٣) في أصل البخاري (لأَنَّهُ)
(٤) [المؤلف] في ب.
(٥) صحيح البخاري، كتاب الديات، باب قول الله تعالى: {ومن أحياها} [المائدة: ٣٢] (٩/ ٣)، (٦٨٦٧).
(٦) صحيح مسلم، كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة ولو بشق تمرة، أو كلمة طيبة وأنها حجاب من النار (٢/ ٧٠٤) (١٠١٧).