للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قالا: " إنّه قد" رخص لنا البكاء عند المصيبة من غير نوح" (١)، وصحّحه الحاكم، ولكن ليس إسناده على شرط البخاري؛ فلذلك لم يذكره واكتفى بالإشارة إليه، واستغنى عنه بأحاديث الباب الدالة على مقتضاه.

[١٣٦ أ/س]

وقَرَظَة، بفتح القاف والراء والظاء: المشالة أنصاري خزرجي، كان أحد من وجهه عمر - رضي الله عنه -، إلى الكوفة ليتفقه الناس، وكان على يده فتح الري، /واستحلفه علي - رضي الله عنه -، على الكوفة، وقال ابن سعد وغيره: مات في خلافة علي - رضي الله عنه - (٢).

(وَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ) على صيغة المجهول، (ظُلْمًا) نصب على التمييز، أي: من حيث الظلم، (إِلَاّ كَانَ عَلَى ابْنِ آدَمَ الأَوَّلِ) المراد به (٣) قابيل: الذي قتل أخاه شقيقه هابيل ظلمًا وحسدًا، وروى أنّه أوحى الله تعالى إلى آدم عليه الصلاة والسلام: أن يزوج كل واحد منهما توأمة الآخر، وكانت توأمة قابيل أجمل واسمها أقليما، فحسد عليها أخاه وسخط، فقال لهما آدم: قربا قربانًا، فمِن أيّكما قبل تزوجها، فقبل قربان هابيل بأنّ نزلت نار فأكلته، فازداد قابيل حسدًا وسخطًا، وتوعده بالقتل، حتى قتله، فهو أوّل قتيل قتل على وجه الأرض من بني آدم، ولما قتله تركه بالعراء لا يدري ما يصنع، فخاف عليه السباع فحمله في جراء على ظهره سنة حتى أروح وانتن، وعكفت عليه السباع، فبعث الله غرابين فاقتتلا فقتل أحدهما الآخر، فحفر له بمنقاره ورجليه، ثمّ ألقاه في الحفرة، فقال: يا ويلتى أعجزت أن أفعل مثل ذلك، وروى أنّه لما قتله أسودّ جسده، وكان أبيض فسأله آدم - عليه السلام -، عن أخيه، فقال: ما كنت عليه وكيلًا، فقال: بل قتلته، ولذلك أسود


(١) المعجم الكبير، باب القاف قرظة بن كعب الأنصاري (١٩/ ٣٩) (٨٢) من طريق إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد البجلي إسناده متصل ورجاله ثقات، قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٣/ ١٩) (٤٠٥٤): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (٣/ ٦٤) (١٢١٣٣) بهذا الإسناد، وأخرجه حاكم في "المستدرك على الصحيحين"، كتاب النكاح (١/ ١٨٣) (٣٤٨) من طريق: إسرائيل، عن عثمان بن أبي زرعة، عن عامر بن سعد البجلي.
(٢) الطبقات الكبرى (٦/ ٩٥).
(٣) (به) سقط من ب.