للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(وَ) قتل (جَعْفَرٍ) هو: ابن أبي طالب, عم النبيّ - صلى الله عليه وسلم - , وكان أكبر من أخيه علي - رضي الله عنهما - , بعشر سنين, أسلم جعفر - رضي الله عنه - , قديمًا وهاجر إلى الحبشة, وقد أخبر عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , بأنّه شهيد فهو يقطع له بالجنة (١).

(وَ) قتل (ابْنِ رَوَاحَةَ) هو: عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو, أبو محمد, ويقال: أبو رواحة، أسلم قديمًا، وشهد العقبة, وبدرًا, وأحدًا, والخندق, والحديبية, وخيبرًا, وقد شهد له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , بالشهادة فهو يقطع له بالجنة، (٢) , وقصّة قتلهم: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أرسلهم في نحو ثلاثة آلاف إلى أرض البلقاء, من أطراف الشام, في جمادي الأولى من سنة: ثمان، واستعمل عليهم زيدًا, وقال: إنْ أصيب زيد فجعفر على الناس، فإنْ أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة على الناس، فخرجوا وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ليشيعهم فمضوا حتى نزلوا معان من أرض البلقاء، فبلغهم أنّ هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء, في مائة ألف من الروم، وانضم إليهم من لخم وجذام وبلقين وبهراء, ويلي مائة ألف، وانحاز المسلمون إلى قرية يقال لها: مؤتة، بضم الميم وبالهمزة، وقيل: بلا همزة، ثمّ تلاقوا فاقتتلوا، فقاتل زيدًا براية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , حتى قتل، فأخذها جعفر, فقاتل حتى قتل، فأخذها عبد الله بن رواحة, قال أنس، - رضي الله عنه -: إنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , نعى الثلاثة, وعيناه تذرفان، ثم قال: أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم، وهو خالد بن الوليد - رضي الله عنه - (٣) وعن خالد - رضي الله عنه - لقد انقطت في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف, فما بقي في يدي إلا صفيحة يمانية، (٤).


(١) الاستيعاب، جعفر بن أبي طالب (١/ ٢٤٢)، (٣٢٧).
(٢) الاستيعاب، عبد الله بْن رواحة (٣/ ٨٩٨)، (١٥٣٠).
(٣) صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة مؤتة من أرض الشأم (٥/ ١٤٣)، (٤٢٦٢).
(٤) تاريخ الطبري، ذكر الخبر عن غزوة مؤتة (٣/ ٣٦) ٠