للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رأى المسلمون حزنه وغيظه على ما فُعِلَ بعمه قالوا: لنمثلن بهم إن أظهرنا الله عليهم, مثله ما يمثل بها أحد, فأنزل الله تعالى {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: ١٢٦] الآية/

وكَفَّرَ عن يمينه, ونهى عن المثلة (١) وقال - صلى الله عليه وسلم - حين وقف عليه: لن أصاب بمثلك أبدًا ما وقفت موقفًا قط أغيظ إليَّ منه, رحمة الله عليك, قد كنت علمتك فعولا للخير وصولًا للرحم" (٢).

[٢٢٠ أ/ص]

[٩٦ ب/ص]

وروى ابن شاذان عن ابن مسعود: - رضي الله عنه - ما رأينا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - باكيًا قط أشد من بكائه على حمزة, وضعه في القبلة ثم وقف على جنازته /وبكى حتى كاد يغشي عليه؛ يقول يا حمزة يا عمُّ يا أسد الله وأسد رسوله يا حمزة يا فاعل الخيرات يا حمزة يا كاشف الكربات" (٣)، وليس هذا نوحًا ولا تعديد شمائل؛ بل إخبار بفضائله وشمائله. ثم أمر فسجى ببرد، ثم صلى عليه، وكبر سبعًا، ثم أتى بالقتلى يوضعون إلى جنب حمزة، فصلى عليهم، وعليه معهم، حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة" (٤).


(١) الثقات، محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي، دار الفكر - ١٣٩٥ - ١٩٧٥، الطبعة: الأولى، تحقيق: السيد شرف الدين أحمد (١/ ٢٣٢)، وأخرجه الحاكم في مستدركه (٣/ ٢١٨٩ (٤٨٩٤) من طريق، صالح المري، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة، وسكت عنه، وقال الذهبي: صالح واه.
(٢) تفسير الطبري (٦/ ١٥٦)، وأخرجه الحاكم (٣/ ٢١٤) (٤٨٨١) من طريق، الحسين بن الفرج، ثنا محمد بن عمر، عن شيوخه، هو مرسل، وفيه الحسين بن الفرج الخياط، قال ابن حجر في "لسان الميزان" (٣/ ٢٠٠) (٢٥٩٢): قال ابن مَعِين: كذاب يسرق الحديث.، وفيه متهم بالوضع: وهو محمد بن عمر الواقدي، وحذفه الذهبي من التلخيص.
(٣) ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى، محب الدين أحمد بن عبد الله الطبري (المتوفى: ٦٩٤ هـ) عنيت بنشره: مكتبة القدسي لصاحبها حسام الدين القدسي، بباب الخلق بحارة الجداوي بدرب سعادة بالقاهرة، عن نسخة دار الكتب المصرية، ونسخة الخزانة التيمورية، ١٣٥٦ هـ (١/ ١٨١) قال: أخرجه ابن شاذان وقال غريب.
(٤) نصب الراية لأحاديث الهداية (٢/ ٣١١)، وقال الزيلعي: أخرجه الحاكم في "المستدرك". والطبراني في "معجمه". والبيهقي في "السنن" عن يزيد بن أبي زياد عن مقسم عن ابن عباس، قال: أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحمزة يوم أحد "فهيئ للقبلة، ثم كبر عليه سبعا، ثم جمع إليه الشهداء حتى صلى عليه سبعين صلاة، زاد الطبراني: ثم وقف عليهم حتى واراهم، سكت الحاكم عنه، وتعقبه الذهبي، فقال: ويزيد بن أبي زياد لا يحتج به، وقال البيهقي: هكذا رواه يزيد بن أبي زياد، وحديث جابر أنه لم يصل عليهم أصح، انتهى.