للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(أُحِلَّتْ لِى) أي: أبيح لي القتال فيها (سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ) لم يرد بها الساعة اثنتي عشرة ساعة؛ بل المراد القليل من الوقت والزمان, وإنه كان بعض النهار ولم يكن يومًا تامًا, ويدل عليه ما في رواية "وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس" (١).

قيل: هي من ضحوة النهار إلى ما بعد العصر. وقيل: أراد بها ساعة الفتح؛ أبيحت له إراقة الدم فيها دون الصيد وقطع الشجر ونحوهما.

(لَا يُخْتَلَى) بضم المثناة التحتية وسكون المعجمة وفتح المثناة الفوقية على البناء للمفعول من الاختلاء أي: لا يُجَزُّ ولا يقطع. يقال: خليت الخلا واختليته، أي: جززته وقطعته (٢).

(خَلَاهَا) بفتح الخاء واللام مقصورًا, هو الرَّطبُ من الكلأ ,كما أن الحشيش هو اليابس منه, والواحدة خلاة, ولامه ياء لقولهم: خليت البقل قطعته (٣).

وفي المحكم وقيل: الخلا، كل بقلة قطعتها. وقد يجمع على أخلاء، حكاه أبو حنيفة الدِّينَوَرِيُّ. وأخلت الأرض كثر خلاها, واختلاه جزه. وقال اللحياني: نزعه (٤).

وقال القاضي: ومعنى لا يختلى: خلاها لا يحصد كلاها, مقصور ومده بعض الرواة, وهو خطأ؛ بل الممدود هو الموضع الخالي, وأيضًا مصدر خلا يخلو والمخلا وعاء يختلي فيه للدابة, ثم

سمى كل ما يعتلف فيه مما يعلق في رأسها مخلاة, والمعنى: لا يقطع كلاها الرطب الذي ينبت بنفسه (٥).


(١) صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب مقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة زمن الفتح (٥/ ١٤٩) (٤٢٩٤).
(٢) الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية [خلا] (٦/ ٢٣٣١).
(٣) الصحاح، تاج اللغة وصحاح العربية [خلا] (٦/ ٢٣٣١).
(٤) المحكم والمحيط الأعظم [خ ي ل] (٥/ ٢٥٨).
(٥) مشارق الأنوار على صحاح الآثار [خ ل ي] (١/ ٢٣٩).