للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقال الخطابي: اختلف السلف في أمره بعد كبره، فروى عنه أنه تاب من ذلك القول، ومات بالمدينة, وأنهم لما أرادوا الصلاة عليه كشفوا عن وجهه حتى رآه الناس وقيل لهم: اشهدوا (١).

[١٠٤ ب/س]

واعترض عليه بما رواه أبو داود بسند صحيح عن جابر - رضي الله عنه - قال: "فقدنا /ابن صياد يوم الحرة" (٢) ويرد بهذا قول من قال: إنه مات بالمدينة وصلّوا عليه.

وفي كتاب الفتوح (٣): لما نزل النعمان على السوس أعياهم حصارها فقال لهم القسيسون: يا معشر العرب إن مما عهد علماؤنا وأوائلنا أن لا يفتح السوس إلا الدجال, فإن كان فيكم فستفتحونها, وإن لم يكن فيكم فلا قال, وصافى ابن صياد في جند النعمان وأتى باب السوس غضبانًا فدقه برجله، وقال: انفتح. فتقطعت السلاسل وتكسرت الأغلاق وانفتح الباب فدخل المسلمون (٤).

وقال ابن التين: والأصح أنه ليس هو؛ لأن عينه لم تكن ممسوحة, ولا عينه طافية, ولا وجدت فيه علامة (٥).


(١) معالم السنن (٤/ ٣٤٩).
(٢) سنن أبي داود، كتاب الملاحم، باب في خبر ابن صائد (٤/ ١٢١) (٤٣٣٣)، من طريق شيبان، عن الأعمش، عن سالم، عن جابر، إسناده صحيح. وأخرجه ابن شيبة في مصنفه (٧/ ٤٩٩) (٣٧٥٣١) بهذا الإسناد.
(٣) هو للعلامة: سيف بن عمر الأسدي التَّمِيمي: من أصحاب السير. كوفي الأصل، اشتهر وتوفي ببغداد (٢٠٠ هـ)، ميزان الاعتدال (٢/ ٢٥٥).
من كتبه (الجَمَل) و (الفتوح الكبير) و (الردة)
(٤) أخرجه الطبري في تاريخه، باب: ذكر فتح السوس (٤/ ٩١) قال الحافظ ابن حجر وغاية ما يجمع بين ما تضمنه حديث تميم وخبر الجساسة وبين أحاديث كون الدجال هو ابن صياد أن الدجال هو الذي رآه تميم موثقًا بعينه وأن ابن صياد شيطان ظهر في صورة الدجال تلك المدة التي قدر الله خروجه فيها ثم ذهب وهذا ممكن والله أعلم.
(٥) عمدة القاري (٨/ ١٧٢).