للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(كَمَا تُنْتَجُ) يروي على البناء المفعول، وفي المغرب: نتج الناقة ينتجها نتجًا إذا تولى (١) نتاجها حتى وضعت فهو ناتج, وهو للبهائم كالقابلة للنساء؛ ولذا يعدى الى المفعولين, فإذا بنى المفعول قيل: نُتِجت (٢).

فقوله: (الْبَهِيمَةُ) مفعوله الأول أقيم مقام الفاعل. وقوله: (بَهِيمَةً) بالنصب مفعوله الثاني.

(جَمْعَاءَ) بفتح الجيم وسكون الميم ممدودًا نعت البهيمة؛ وهي التي لم يذهب من بدنها شيء؛ سميت بذلك لاجتماع أعضائها سالمة لا جدع فيها ولا كيَّ (٣).

وقوله: (هَلْ تُحِسُّونَ) بضم المثناة الفوقية وكسر الحاء المهملة وتشديد السين المهملة في موضوع الحال أو النعت على تقدير القول؛ أي: مقولًا في حقها: هل تبصرون. (فِيهَا مِنْ جَدْعَاءَ) بجيم مفتوحة ودال مهملة ساكنة ممدود, أو هي البهيمة التي قطعت أطرافها من الأذن أو الأنف. وفيه نوع من التأكيد, يعني: كل من نظر إليها قال هذا القول لظهور سلامتها, وتخصيص ذكر الجمع إيماء إلى أن تصميمهم على الكفر إنما كان بسبب صممهم عن الحق، وأنه كان خليقًا فيهم. فكأنهم جدعوا أذنه؛ إذ الجدع شائعٌ في قطع الأنف (٤).

قال الطيبي: قوله: "كما تنتج" إما حال من الضمير المنصوب في يهودانه مثلًا، فالمعنى: يهودان المولود بعد أن خلق على الفطرة, حال كونه شبيهًا بالبهيمة التي جدعت بعد أن خلقت

سليمة، وإما صفة مصدر محذوف، أي: يغيرانه تغييرًا مثل تغييرهم البهيمة السليمة، فالأفعال الثلاثة أعنى: يهودانه، وينصرانه، ويمجسانه، تنازعت (٥) في "كما تنتج" على التقديرين (٦).


(١) [وليَ].
(٢) المغرب (١/ ٤٥٤).
(٣) مشارق الأنوار على صحاح الآثار (١/ ١٥٣).
(٤) عمدة القاري (٨/ ١٧٧).
(٥) في (ب) تناعت.
(٦) الكاشف عن حقائق السنن (٢/ ٥٤٦).