للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وفيه ردٌّ على من زعم أن ذلك خاص بالميتَين المذكورين لغيب أطلع الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - عليه, فهو خبر عن حكم أعلمه الله به. والله أعلم (١)

(أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِى الأَرْضِ) الخطاب للصحابة ومن كان على صفتهم من الإيمان، وحكى ابن التين: أن ذلك مخصوص بالصحابة؛ لأنهم كانوا ينطقون بالحكمة بخلاف من بعدهم، ثم قال: والصواب أن ذلك يختص بالثقات المتقين انتهى (٢).

وسيأتي في الشهادات بلفظ: "المؤمنين (٣) شهداء الله في الأرض" (٤) ولأبي داود من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - في نحو هذه القصة: "أن بعضكم على بعض شهيد (٥) " كما مرّ.

وقال النووي: الظاهر أن الذي أثنوا عليه شرًا كان من المنافقين (٦)، ويرشد إلى ذلك ما رواه أحمد من حديث أبي قتادة بإسناد صحيح "أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يصل على الذي أثنوا عليه شرًا، وصلى على الآخر (٧) "

قال البيهقي: فيه دلالة على جواز ذكر المرء بما يعلمه منه إذا وقعت الحاجة إليه نحو سؤال القاضي المزكي ونحوه (٨).

وفي الحديث أيضًا: فضيلة هذا الأمة والعمل بحكم الظاهر والله يتولى السرائر, وحاصل معنى الحديث أن ثناءهم عليه بالخير يدل على أن أفعاله كانت خيرًا فوجبت له الجنة, وثناءهم عليه بالشر يدل على أن أفعاله كانت شرًا فوجبت له النار؛ وذلك لأن المؤمنين شهداء بعضهم على بعض (٩).


(١) فتح الباري (٣/ ٢٢٩).
(٢) فتح الباري (٣/ ٢٢٩).
(٣) المؤمنون.
(٤) صحيح البخاري، كتاب الشهادات، باب تعديل كم يجوز؟ (٣/ ١٦٩) (٢٦٤٢).
(٥) سنن أبي داود، كتاب الجنائز، (٣/ ٢١٨) (٣٢٣٣)، تقدم تخريجه (ص: ٩٢١).
(٦) شرح صحيح مسلم للنووي (٧/ ٢٠).
(٧) لم أقف عليه بهذا اللفظ في مسند أحمد، أورده الحافظ في "فتح الباري" (٣/ ٢٢٩)، وصححه.
(٨) السنن الكبرى، كتاب الجنائز، باب النهي عن سب الأموات، (٤/ ١٢٦) (٧١٨٩).
(٩) عمدة القاري (٨/ ١٩٥).