للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال: (حَدَّثَنَا شُعْبَةُ) أي: ابن الحجاج (بِهَذَا) الحديث السابق (وَزَادَ (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا) نَزَلَتْ فِى عَذَابِ الْقَبْرِ) وبهذه الزيادة أخرجه مسلم, حدثنا محمد بن بشار بن عثمان العبدي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن علقمة بن مرثد، عن سعد بن عبيدة، عن البراء بن عازب، - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ} ... قال: نزلت في عذاب القبر" (١).

قال الطيبي: في شرح المشكاة وكذا الكرماني فإن قلت: ليس في الآية ما يدل على عذاب المؤمن في القبر، فما معنى: "نزلت في عذاب القبر"؟

قلت: لعله سمي أحوال العبد في القبر بعذاب القبر على تغليب فتنة الكافر على (٢) فتنة المؤمن ترهيبًا وتخويفًا؛ ولأن القبر مقام الهول والوحشة؛ ولأن ملاقاة الملكين مما يهيب المؤمن في العادة (٣)، رزقنا الله في الدارين السعادة

قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله -:

١٣٧٠ - حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إبراهيم حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ صَالِحٍ حَدَّثَنِى نَافِعٌ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ - رضى الله عنهما - أَخْبَرَهُ قَالَ: اطَّلَعَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى أَهْلِ الْقَلِيبِ فَقَالَ: «وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا». فَقِيلَ لَهُ: تَدْعُو أَمْوَاتًا فَقَالَ «مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لَا يُجِيبُونَ».

قَالَ الشَّارِحُ - رحمه الله -:


(١) صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب الصفات التي يعرف بها في الدنيا أهل الجنة وأهل النار (٤/ ٢٢٠١) (٢٨٧١).
(٢) [تغليب] زاد في ب.
(٣) كواكب الدراري (٧/ ١٤٦)، والكاشف عن حقائق السنن (٢/ ٥٨٧).