للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(وَلَكِنْ لَا يُجِيبُونَ) أي: لا يقدرون على الجواب, وهذا يدل على وجود حياة في القبر يصلح معها التعذيب.

وفي صحيح مسلم من رواية أنس - رضي الله عنه -، "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ترك قتلى بدر ثلاثة، ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم، فقال: يا أبا جهل بن هشام, يا أمية بن خلف, يا عتبة بن ربيعة, يا شيبة بن ربيعة, أليس قد وجدتم ما وعد ربكم حقًا؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقًا. فسمع عمر - رضي الله عنه - قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله كيف يسمعواوأنى يجيبوا وقد جيفوا؟ قال: "والذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا. ثم أمر بهم فسحبوا، فألقوا في القليب بدر" (١).

ورجال إسناد الحديث مدنيون، وفيه رواية تابعي عن تابعي عن صحابي.

وقد أخرج متنه المؤلف في المغازي مطولًا, وأخرجه مسلم في الجنائز, وكذا النسائي (٢).

قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله -:

١٣٧١ - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: إِنَّمَا قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ الآنَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ حَقٌّ, وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى (إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى)».

قَالَ الشَّارِحُ - رحمه الله -:

[١١٥ ب/س]


(١) صحيح مسلم، (٤/ ٢٢٠٣) (٢٨٧٤).
(٢) صحيح البخاري، كتاب المغازي، باب قتل أبي جهل (٥/ ٧٧) (٣٩٨٠)، *صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه (٢/ ٦٤٣) (٩٣٢)، * السنن الصغرى للنسائي، كتاب الجنائز، أرواح المؤمنين (٤/ ١١٠) (٢٠٧٦).