للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[فُصِّلَت: ١١] الآية. وكقوله تعالى {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ} [الأحزاب: ٧٢] الآية. وأن النار اشتكت إلى ربها، وسيأتي في المغازي قول قتادة: إن الله أحياهم حتى سمعوا كلام نبيه توبيخًا ونقمة. انتهى (١). فيكون معنى قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى} [النمل: ٨٠] مثل قوله تعالى {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ} [القصص: ٥٦].

وقال المفسرون في قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٨٠)} [النمل: ٨٠]: هذا مَثَل، ضربه الله للكفار؛ أي: فكما أنك لا تسمع الموتى، فكذلك لا تفقّه كفار مكة ولا تُسمِع الصم الدعاءَ إذا أعرضوا عن الحق مكذبين (٢).

وقال الزمخشري: {إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ} تأكيد لحال الأصم، لأنه إذا تباعد عن الداعي بأن يولى عنه مدبرًا كان أبعد عن إدراك صوته هذا (٣).

وقد أخذ ابن جرير وجماعة من الكرامية من هذه القصة أن السؤال في القبر يقع على البدن فقط وأن الله تعالى يخلق فيه إدراكًا بحيث يسمع ويعلم ويلذ ويألم (٤).

وذهب ابن حزم وابن [مسرة] (٥) إلى أن السؤال يقع على الروح فقط من غير عود إلى الجسد (٦).

[٢٦٣ أ/س]

وخالفهم الجمهور فقالوا: تعاد الروح إلى الجسد أو بعضه كما ثبت في الحديث, ولو كان على الروح فقط لم يكن للقبر بذلك اختصاص, ولا يمنع من ذلك كون الميت قد تتفرق أجزاؤه؛ لأن الله


(١) التوضيح (١٠/ ١٥٢).
(٢) تفسير السمرقندي (٢/ ٥٩٢).
(٣) الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (٣/ ٣٨٣).
(٤) فتح الباري (٣/ ٢٣٥).
(٥) هُبَيْرَة في المحلى.
(٦) المحلى، [مسألة عذاب القبر ومساءلة الأرواح بعد الموت حق] (١/ ٤٢).