للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

(عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنْ أَبِى أَيُّوبَ) الأنصاري (رضى الله عنهم - قَالَ: خَرَجَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -) من المدينة إلى خارجها (وَقَدْ وَجَبَتِ الشَّمْسُ) أي: سقطت، والمراد: غروبها. (فَسَمِعَ صَوْتًا) يحتمل أن يكون صوت ملائكة العذاب، أو صوت اليهود المعذبين, أو صوت وقع العذاب.

وقد وقع عند الطبراني، من طريق عبد الجبار بن العباس عن عون بهذا السند مفسرًا ولفظه "خرجت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حين غربت الشمس، ومعي كوز من ماء، فانطلق لحاجته، حتى جاء فوضأته، فقال: أتسمع ما أسمع؟ قلت: الله ورسوله أعلم، قال: "أسمع أصوات اليهود يعذبون في قبورهم" (١).

[٢٦٩ أ/س]

قال الكرماني: قد مر أن صوت الميت من العذاب يسمعه غير الثقلين فكيف سمع ذلك؟ وأجاب بأنه في الصيحة المخصوصة وهذا غيرها, /أو سماع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان على سبيل المعجزة (٢).

(فَقَالَ: يَهُودُ) بعدم التنوين مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: هذه يهود، أو هو مبتدأ خبره محذوف، أو خبره قوله: (تُعَذَّبُ فِى قُبُورِهَا) وعلى الاحتمالين الأولين يكون هذه الجملة صفة ليهود, قال الجوهري: الأصل اليهوديون فحذفت ياء الإضافة يعني النسبة مثل زنج وزنجي, ثم عرف على هذا الحد فجمع على قياس شعير وشعيرة, ثم عرف الجمع بالألف واللام ولولا ذلك لم يجز دخول الألف واللام عليه؛ لأنه معرفة مؤنث فجرى مجرى القبيلة, وهو غير منصرف للعلمية


(١) المعجم الكبير، باب الخاء، البراء بن عازب، عن أبي أيوب (٤/ ١٢٠) (٣٨٥٧) من طريق عبد العزيز بن أبان، ثنا عبد الجبار بن عياش الشبامي، عن عون بن أبي جحيفة، قال الهيثمي في المجمع (١/ ٢٢٧) (١١٤٧): رواه الطبراني في الكبير، وفيه عبد العزيز بن أبان، وقد أجمعوا على ضعفه.
(٢) كواكب الدراري (٧/ ١٤٩).