للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وقد وصله الإسماعيلي من طريق أحمد بن منصور، عن النضر ولم يسق المتن, وساقه إسحاق بن راهويه في مسنده عن النضر بلفظ: "فقال هذه يهود تعذب في قبرها" (١).

[٢٦٩ أ/ص]

قال ابن رشيد: لم يجر للتعوذ من عذاب القبر في هذا الحديث ذكرٌ؛ فلهذا قال بعض الشارحين: إنه من بقية الباب الذي قبله, وإنما أدخله في هذا الباب بعض من نسخ الكتاب ولم يميز. قال: ويحتمل أن يكون المصنف أراد أن يُعلِم بأن حديث أمِّ خالد ثاني أحاديث هذا الباب محمول على أنه - صلى الله عليه وسلم - تعوذ من عذاب القبر حين سمع أصوات يهود لِما علم من حاله أنه كان يتعوذ ويأمر بالتعوذ مع عدم سماع العذاب/ فكيف مع سماعه! (٢).

وقال الكرماني: العادة قاضية بأن كل من سمع مثل ذلك الصوت يتعوذ من مثله (٣).

ورجال إسناد الحديث شيخه بصري, ويحيى كوفي, وشعبة واسطي, وعون كوفي, وفيه ثلاثة صحابيون.

وقد أخرج متنه مسلم أيضًا في صفة أهل النار, والنسائي في الجنائز (٤).

قَالَ الْإِمَامُ الْبُخَارِيُّ - رحمه الله -:

١٣٧٦ - حَدَّثَنَا مُعَلًّى حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِى ابْنَةُ خَالِدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ أَنَّهَا سَمِعَتِ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - وَهُوَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.


(١) مسند إسحاق بن راهويه (٢/ ٣٤٨) (٨٧٨)، من طريق: النضر، نا صالح وهو ابن أبي الأخضر عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، بلفظ "بل يهود تفتن في قبورهم"، وأخرجه بن حجر العسقلاني في كتابه، تغليق التعليق على صحيح البخاري، باب التعوذ من عذاب القبر (٢/ ٤٩٧) بلفظ الشارح.
(٢) العلامة ابن رُشَيْد له كتاب في مناسبات صحيح البخاري، ولكنه غير مطبوع، لذلك انظر كلامه في: فتح الباري (٣/ ٢٤٢).
(٣) كواكب الدراري (٧/ ١٤٩).
(٤) صحيح مسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب عرض مقعد الميت من الجنة أو النار عليه، وإثبات عذاب القبر والتعوذ منه (٤/ ٢٢٠٠) (٢٨٦٩) *السنن الصغرى للنسائي، كتاب الجنائز، عذاب القبر (٤/ ١٠٢) (٢٠٥٩).