بلدية مدينة بريدة، بلدية مدينة الرس، ولا حاجة أن تأتي بإضافات زائدة: بلدية الرس، بلدية عنيزة، بلدية بريدة، بلدية الرياض، لكِن كل هَذَا خوف من أن يَكُون عيبًا عليهم أن تُسمَّى قرية، ولكن نحن نقول: أُمّ القرى سماها اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قرية، وكفى بذلك أُسوةً، وإنما سُمِّيَ البلد قرية لِأنَّهُ من القَرْي، يعني الجمع؛ إذ إِنَّهُ يَجمَع أُناسًا، فالنَّاس يَجتمِعون فيه، فلذلك سُمِّيَ قريةً.
قوله:{الَّتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ} المَطَر نوعانِ؛ مطر سَوْء، يعني: عذابٍ، يَسُوءُ المُمْطَرينَ، ومطر رحمة يَسُرُّهم، فالغَيْثُ الَّذِي يَنزِل من السَّمَاء بالماء هَذَا مطر رحمةٍ، وإذا كان يَضُرُّ صارَ مطرَ سَوْءٍ، وقرية قومِ لوطٍ أُمطِرت بمطر سَوء، والمطر الَّذِي أُمطِرت به حِجَارة من سِجِّيل -والعياذ باللَّه- مُسَوَّمة عند اللَّه مُعْلَمَة للمسرفين الَّذِينَ جاوزوا حدَّهم، وهذا المطر -والعياذ باللَّهِ- جعل عالِيَهَا سافِلَها، فكيف هَذَا المطر جعل عاليَها سافِلَها؟
لَوْ قَيلَ: إنها قُلِبَتْ.
نقول: ليس في القُرْآنِ آية وَاحِدة تدلُّ على أنها قُلِبَتْ.
وَإِنْ قِيلَ: ورد حديث أن جِبريلَ رَفَعَها إلى السماءِ ثم قَلَبَها (١).
نقول: هَذَا أنَّى له الصحَّة، لو صحَّ لكان الأمرُ واضحًا، لكِن جَعْلُ عاليها سافلَها لأنَّ الحجارةَ هَذِهِ لمَّا ضَرَبَتْها صارتِ المباني تتهدَّم، فصار أعلاها أسفلَها، فهَذِهِ الحجارة -والعياذ باللَّه- الَّتِي دمَّرتها بهذا التدمير يقول اللَّه فيها: {وَمَا هِيَ مِنَ
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان في تأويل القرآن (١٥/ ٤٤٠، رقم ١٨٤٥٨) عن مجاهد قال: "أخذ جبريل عَلَيْهِ السَّلَامُ قوم لوط من سَرْحهم ودورهم، حملهم بمواشيهم وأمتعتهم حتى سمع أهل السماء نباح كلابهم ثم أكفأهم".