للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نقول: نردُّ عليهم بقوله: {يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: ٦٨]، نقول: هم سيَقُولُونَ: نحن أَقَمْنَا التوراةَ والإنجيلَ، وأمَّا قوله: {وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ} سيَقُولُونَ: وما أنزل إلينا من ربّنا من غير التوراة والإنجيل؛ لِأَنَّ الرُّسُل جاءوا بأمرٍ غيرِ التوراةِ والإنجيل، وأمَّا قوله: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ} سيَقُولُونَ: {كَثِيرًا مِنْهُمْ} ونحن لَيْسُوا من هَذَا الكثيرِ، فالآية ليستْ صريحةً، لكنْ توجد آيات صريحة -الحمد للَّه- واضحة جدًّا، وهذا في الحقيقة ما يهوِّن على بعض النَّاس مسألة اليهود والنصارى.

وأنا قرأتُ مقالًا تقول: لماذا تصنعون هَذِهِ الضجَّة العظيمة لتوريد المربِّيَات، ما السَّبب؟ ! تقول: دين تُقِرّ به -هكذا تخاطب المسلم- كيف تنكِر على مَن قام به وكيف تنكر على المرأةِ النصرانيَّة الَّتِي تجيء عندك بيتك تقيم شعائر دينها؟ ! هَذَا ليس بمنكَرٍ؛ لأننا نحن عندهم هناك في بلادهم نقيم ديننا، حتى إنهم -هكذا تقول- يقدِّمون لنا وجبة الأفطار في الصوم، فهم يساعدوننا على ديننا، ونحن الآن ننكر دينَهم ونقول: لماذا نأتي بمربيات ونَفتعِل هَذِهِ الضجة. مع أنَّهُ لم تحدُثْ ضجَّة مع الأسف، يا لَيْتها حدثَت ضجَّةٌ ضدها.

وفي الحقيقة مما يهوِّن عليهم مسألة النصارى واليهود أَنَّهُ يوجد في بعض الآيات أشياء متشابِهة، يتبعها مثل هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أزاغَ اللَّهُ قلوبَهم، والعياذُ باللَّهِ، وإلَّا لو عَقِلوا لَفَهِمُوا خَطَرَ النصارى في هَذِهِ البلاد بالذَّات؛ لِأَنَّ هَذِهِ البلاد بالذَّات مغزوَّة من أعداء المسلمينَ، حيث إِنَّهُ لم يبقَ فيما نعلَمُ أحدًا من بلادِ الإِسلامِ يطبِّق من الإِسلام ما تطبِّقه هَذِهِ البلاد، فهي مغزوَّة من ناحيتينِ؛ من ناحية التزامِها بالإِسلام

<<  <   >  >>