للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عَلَى كلِّ حالٍ الآيةُ تَحتمِل ثلاثةَ معانٍ:

- المعنَى الَّذِي ذَكَرَهُ كثيرٌ من المفسِّرين.

- والمعنى الَّذِي ذَكَرْنَا.

- والمعنى الثالثُ: أَيْضًا رجلٌ عِراقيٌّ فِي كتابٍ اسْمُه: (حقائق جُغْرَافِيَّة)، ذكر هَذَا المعنَى الَّذِي أشرنا إليه. والمعنى الثالث إذا كانت الآيةُ تَحْتَمِله، وَهِيَ هَذِهِ الأنهارُ الَّتِي تكون فِي وسطِ المحيطاتِ، وسَمِعنا النقاش الآن فِي كلمةِ: {بَيْنَهُمَا} وما تَحْتَمِلُه، وإذا كانت هناك طَبَقَة عند اختلاطِهما تكون بَيْنَ الحُلْو وبينَ المَالِحِ أمكنَ أنْ يقالَ: هذَا بَرْزَخٌ، عَلَى ثِقَلٍ؛ لِأَنَّ ظاهِرَه أنَّ البَرْزَخَ هو المانِعُ، فيُمْكِن أنْ يقالَ: هو مانِعٌ منْ أنْ يَخْتَلِطَا لأجلِ المقاربةِ.

على كلِّ حالٍ هذه البَيْنِيَّة في كَلِمَةِ {بَيْنَهُمَا} تَقْتَضِي أن هناك شيئًا ثالثًا، لا من هَذَا ولا من هذا.

لَوْ قَالَ قَائِلٌ: البحَّارة يجدون عُيُونًا فِي البحرِ حُلوةً، ما صِحَّة هذا؟

نقول: سمِعنا هذا، أن العينَ تَخْرُجُ من قاعِ البحرِ، لَكِنْ تَختلِط بعد ذلك، وهم يأخذون من نفس العين، لكِن هَذَا الَّذِي ذَكَرُوه أنَّ أنهارًا فِي وَسَطِ الماءِ هَذَا غريبٌ.

الآن -الحمدُ للَّه- صارَ فِي الآية ثلاثةُ معانٍ، ويبقى المعنى الثالثُ مُحْتمَلًا من جهةِ البينيَّة، وإذا صحَّ نقول: إِنَّهُ عند مُلَاقَاتِهَما لابدَّ أنْ يَكُونَ بينَهما برزخٌ، لَيْسَ حُلْوًا ولا مالحًا، واللَّهُ أَعْلَمُ.

والحقيقة أن كونه لا يَخْتَلِطُ عندَ المَصَبِّ هَذَا لَيْسَ بواضِحٍ، أنا لَيْسَ عندي شكٌّ فِي المعنَى الَّذِي أشرتُ إليه سابقًا أن هَذَا من آياتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وهذا الحاجز طبيعيٌّ،

<<  <   >  >>