للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منْ الِاعتدالِ الخريفيّ، وإن العَجَمَ يبتدئون من الاعتدالِ الربيعيّ، وكون العجم يبتدئون من الاعتدال الربيعي هَذَا واضحٌ، والعجم -إيران وتوابعها- تؤرِّخ ابتداء السنة بالحمل؛ لِأَنَّ السنينَ عندهم شمسية ويَبْدَأونها ببُرج الحَمَل.

يقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [وهي مَنازل الكواكبِ السبعةِ السَّيَّارة؛ المِرِّيخ، وله الحَمَل والعقرب. والزُّهْرَة، ولها الثَّور والميزان. وعُطَارِد، وله الجَوزاء والسُّنْبُلة. والْقَمَر، وله السَّرَطان، والشَّمْس، ولها الأَسَد. والمُشْتَرِي، وله القَوْس والحُوت. وزُحَلُ، وله الجَدْي والدَّلْو].

على كلِّ حالٍ هَذَا التقسيمُ الأخيرُ لا أعرِف وجهَه، ولا أَدري عنه، لكِن هَذِهِ البُرُوج الشَّمْس تَقْطَعُها فِي السنَةِ كما سمِعنا قريبًا، والْقَمَر يَقْطَعُها فِي الشهرِ، كل شهر يَقطع الْقَمَر هَذِهِ البروجَ، وله منازل: ثمانٍ وعشرونَ منزِلةً، تَشتَمِل عَلَى هَذِهِ البروجِ الاثْنَي عَشَرَ، أمَّا الشَّمْس فإنما تَقْطَعُها فِي السنة. وهَذِهِ البُرُوج يدلّ عَلَى عَظَمَتِها أن اللَّهَ قال: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا} [الفرقان: ٦١].

وقوله: {فِي السَّمَاءِ} المراد بِهِ العُلُوّ، وليس المراد بِهِ السَّقْف المحفوظ، بل هو العُلُو؛ لأنَّ هَذِهِ البروج دُونَها.

قَالَ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{وَجَعَلَ فِيهَا} أَيْضًا {سِرَاجًا} هو الشَّمْس {وَقَمَرًا مُنِيرًا}، وَفِي قراءة: سُرُجًا (١) بالجمعِ، أي نيِّرات، وخصَّ الْقَمَرَ منها بالذِّكر لنوعِ فضيلةٍ]، عَلَى هَذِهِ القراءة خص الْقَمَر منها بالذِّكر لنوع فضيلة، يقول رَحِمَهُ اللَّهُ: عُطِفَ القمر عَلَى سُرُج وهو منها لنوعِ فضيلةٍ، ولَكِن عَلَى قراءةِ الإفرادِ المرادُ بالسراجِ الشَّمْسُ، وسُمِّيَتْ سِراجًا والْقَمَر مُنِيرًا؛ لِأَنَّ الشَّمْسَ نورها ذاتيّ وحارّ،


(١) كتاب الحجة في القراءات السبع (ص ٤٦٦).

<<  <   >  >>