= التعليق: توحيد الربوبية: هو إفراد اللّه تعالى بالخلق والملك والتدبير، بأن يعتقد أنه لا خالق إلا اللّه تعالى، قال تعالى: {أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف: ٥٤]، وقال تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [فاطر: ٣]، وأن يعتقد بأنه لا مالك لهذا الكون إلا اللّه، قال تعالى: {وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [آل عمران: ١٨٩]، وقال تعالى: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ} [المؤمنون: ٨٨]، وأن يعتقد أنه لا مدبر للعالم إلا الله، كما قال تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٣١)} [يونس: ٣١]، وقال تعالى {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ} [السجدة: ٥]، وهو مركوز في الفطرة لا يكاد أحد ينازع فيه، حتى إن المشركين الذين بُعث فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم- كانوا يقرون بهذا التوحيد ولا ينكرونه، ولا يشركون مع اللّه أحدًا في ربوبيته. قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (٦١)} [العنكبوت: ٦١]، فلم يجحد أحد من المخلوقين هذا النوع من التوحيد، ولم يجعل أحد لهذا الكون خالقين متساويين في الصفات والأفعال، حتى المجوس الذين يعتقدون أن للكون خالقين هما النور والظلمة، لم يجعلوهما متساويين في الصفات، فإله النور خير من إله الظلمة، لأنه يخلق الخير، والظلمة تخلق الشر، وكذلك النصارى الذين يجعلون الآلهة ثلاثة الأب والابن والروح القدس، لم يجعلوها =