فيه قولا لم يقله نبي لقومه، تعلمون أنه أعور، وأن الله ليس بأعور". أخرجه البخاري (٣٠٥٧)، ومسلم (١٦٩). قال القاضي عياض: "هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره في قصة الدجال: حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده، وأنه شخص بعينه ابتلى الله به عباده، وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى: من إحياء الميت الذي يقتله، ومن ظهور زهرة الدنيا والخصب معه، وجنته، وناره، ونهريه، واتباع كنوز الأرض له، وأمره السماء أن تمطر فتمطر، والأرض أن تنبت فتنبت، فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته، ثم يعجزه الله تعالى بعد ذلك، فلا يقدر على قتل ذلك الرجل، ولا غيره، ويبطل أمره، ويقتله عيسى -صلى الله عليه وسلم-، ويثبت الله الذين آمنوا. هذا مذهب أهل السنة، وجميع المحدثين، والفقهاء، والنظار خلافا لمن أنكره وأبطل أمره من الخوارج، والجهمية، وبعض المعتزلة". شرح النووي لصحيح مسلم (١٨/ ٢٦٣). وانظر ما جاء في خبر الدجال "السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها" لأبي عمرو الداني (٦/ ١١٤٣ - ١٢٠٣). (١) في المطبوع "يحيى الحمالي" وهو خطأ، والتصحيح من المخطوط ل (٢٠٥/ أ). (٢) في المطبوع "يونس بن حبان" وهو خطأ، والتصحيح من المخطوط ل (٢٠٥/ أ).