للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[المطلب الأول: ما جاء في الحوض]

٤٣٦ - قال حرب الكرماني فيما ينقله عن مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها: وحوض محمد -صلى الله عليه وسلم- حق، وترد عليه أمته، وله آنية يشربون بها منه (١).


(١) مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص ٣٥٨).
التعليق: لقد دل الكتاب العزيز والسنة المتواترة على وجود الحوض في عرصات يوم القيامة، وأن المؤمنون يردونه، وأن من شرب منه شربة لا يظمأ بعدها أبدا.
فمن الكتاب قوله تعالى: " {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١)} [الكوثر: ١].
جاء عن أنس -رضي الله عنه- أنه قال: بينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسمًا، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله! قال: أنزلت علي آنفا سورة" فقرأ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (١) {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)} [الكوثر:١ - ٣]. ثم قال: "أتدرون ما الكوثر"؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: "فإنه نهر وعدنيه ربي -عز وجل- عليه خير كثير. هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيُختلج العبد منهم، فأقول: رب إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أَحدثت بعدك". رواه مسلم (٤٠٠).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: "حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من =

<<  <  ج: ص:  >  >>