٤٧٩ - سمعت إسحاق يقول في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والتابعين في الوسوسة أنه محض الإيمان أو صريح الإيمان. قال إسحاق: إذا أنفى الوسوسة عن نفسه فنفيه محض الإيمان ليس الوسوسة محض الإيمان، ولكن نفيه، وأما الوسوسة إذا وقع في القلب فلم ينفه فهو الهلاك. قال: وأما ما روي عن أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم كانوا إذا فقدوا الوسوسة عدوه نقصًا، فليس أن يكونوا عدوًا فقد الوسوسة نقصًا، ولكن كانوا إذا أصابهم ذلك نفوهًا عن أنفسهم فإذا لم يصيبهم ذلك عدوه نقصًا، لأن نفي ذلك عندهم فضيلة عندهم أو كما قال (١).
٤٨٠ - حدثنا أبو سهل بشر بن معاذ قال: حدثنا يوسف بن عطية قال: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك أن بعض أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- شكوا إليه ما يجدون من هذه الوساوس في صدورهم. قال: فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "كيف أنتم وربكم؟ قالوا: لا نشك في ربنا، وليقع أحدنا من السماء فيتقطع أحب إليه من أن يتكلم بما في صدره، فقال
(١) مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص ٣٥١).