للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فيما لا يستحقه إلا اللّه تعالى، ومن ذلك تسمي المخلوق بأسماء لا يجوز إطلاقها إلا على الخالق سبحانه وتعالى، ومنها ما جاء في هذا الأثر، في التغليظ على من تسمى بملك الأملاك. فهذا الاسم لا يليق إلا باللّه تبارك وتعالى، فإنه هو مالك الأملاك، لأنه هو الخالق لها، المدبر لشؤونها، لا شريك معه في ذلك، والتسمي به هو تشبه في خواص ربوبيته تعالى.
قال العيني في عمدة القاري (٢٢/ ٢١٥): "وإنما كان ملك الأملاك أبغض إلى الله وأكره إليه أن يسمى به مخلوق، لأنه صفة اللّه تعالى، ولا يليق بمخلوق صفات الله وأسماؤه، لأن العباد لا يوصفون إلا بالذل والخضوع والعبودية".
ولا ينحصر النهي الذي جاء في الخبر على هذا الاسم فقط، بل يشمل كل ما أدى معناه بأي لسان كان. كما جاء عن سفيان بن عيينة أنه قال: مثل شاهان شاه.
قال الحافظ في الفتح (١٠/ ٧٢٣) معلِّقًا على قول سفيان: "إن لفظ شاهان شاه كان قد كثر التسمية به في ذلك العصر فنبه سفيان على أن الاسم الذي ورد الخبر بذمه لا ينحصر في ملك الأملاك بل كل ما أدى معناه بأي لسان كان فهو مراد بالذم".
قال ابن القيم في زاد المعاد (٢/ ٣١١): "ولما كان المُلك الحق للّه وحده ولا مَلك على الحقيقة سواه، كان أخنع اسم وأوضعه عند اللّه وأغضبه له اسم "شاهان شاه"، أي: ملك الملوك وسلطان السلاطين، فإن ذلك ليس لأحد غير الله، فتسمية غيره بهذا من أبطل الباطل، والله لا يحب الباطل، وقد ألحق =

<<  <  ج: ص:  >  >>