أما ما جاء في هذا الأثر عن سفيان الثوري في تفسير هذه الآية بالإخلاص، فلا يعد تأويلًا لصفة الوجه للّه تعالى، ولا ينافي أن الآية تَحمل معنى آخر أيضا وهو: إثبات صفة الوجه لله تعالى، كما يليق بجلاله وكمال صفاته، ومعلوم أن الذات تبع له. فإن معنى الآية: أي أنَّ كل شيء أراد اللّه له الهلاك، وكتب عليه الفناء فإنه يفنى، أما المخلوقات الأخرى التي لم يكتب الله لها الفناء فإنها تبقى، كالجنة والنار والعرش واللوح وغيرها. والأعمال التي أُريد بها وجه اللّه والدار الآخرة هي من هذا القبيل. انظر شرح الطحاوية (ص ٤٢٤)، ومسائل حرب الكرماني (ص ٣٥٩). قال شيخ الإسلام: "وإذا كان المقصود هنا الكلام في تفسير الآية فنقول: تفسير الآية بما هو مأثور ومنقول عن من قاله من السلف والمفسرين، من أن المعنى كل شيء هالك إلا ما أريد به وجهه، فأنه ذَكر ذلك بعد نهيه عن الإشراك، وإن يدعو معه إلها آخر، وقوله لا إله إلا هو يقتضي أظهر الوجهين وهو أن كل شيء هالك إلا ما كان لوجهه من الإيمان والأعمال وغيرهما". بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية (١/ ٥٨٠) (تحقيق: عبد الرحمن بن قاسم). وانظر مجموع =