للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الشرك، سواء في الأقوال أو الأعمال القلبية والبدنية. ومن الأمور التي حذر منها النبي -صلى الله عليه وسلم-: أن يقول الرجل: ما شاء الله وشئت.
فهذا القول فيه اتخاذ الشريك مع الله تعالى، حيث أنه ساوى مشيئة الله بمشيئة المخلوق.
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى (١/ ٦٦): "وكان رسول الله يحقق عبوديته لئلا تقع الأمة فيما وقعت فيه النصارى في المسيح، من دعوى الألوهية، حتى قال له رجل ما شاء الله وشئت، فقال: أجعلتني لله ندا؟ بل ما شاء الله وحده، وقال أيضا لأصحابه: لا تقولوا ما شاء الله وشاء محمد بل قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد". انظر: صحيح الجامع (٤٣٧٨).
وقد قال الله تعالى: {فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: ٢٢].
قال ابن عباس -رضي الله عنه- في تفسير هذه الآية: "الأنداد: هو الشرك أخفى من دبيب النمل على صفاة سوداء في ظلمة الليل، وهو أن يقول: والله وحياتك يا فلان وحياتي، ويقول لولا كلبة هذا لأتانا اللصوص البارحة، ولولا البط في الدار لأتى اللصوص، وقول الرجل لصاحبه: ما شاء الله وشئت، وقول الرجل: لولا الله وفلان، لا تجعل فيها فلان هذا كله به شرك". أخرجه ابن أبي حاتم في التفسير (١/ ٦٢) وسنده حسن.
وقال رجل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: ما شاء الله وشئت، قال: جعلت لله ندا ما شاء الله وحده.
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٧٨٣). وسنده صحيح. انظر السلسلة

<<  <  ج: ص:  >  >>