- ومن السلف: قول أبي بكر بن خزيمة في كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب عزَّوجلَّ (ص ١٠ - ١١): "فنحن وجميع علمائنا من أهل الحجاز وتهامة واليمن والعراق والشام ومصر، مذهبنا أنا نثبت لله ما أثبته الله لنفسه نقر بذلك بألسنتنا، ونصدق ذلك بقلوبنا، من غير أن نشبه وجه خالقنا بوجه أحد من المخلوقين، عز ربنا عن أن يشبه المخلوقين، وجل ربنا عن مقالة المعطلين، وعز أن يكون عدما كما قاله المبطلون، لأن ما لا صفة له عدم، تعالى الله عما يقول الجهميون الذين ينكرون صفات خالقنا الذي وصف بها نفسه في محكم تنزيله، وعلى لسان نبيه -صلى الله عليه وسلم-". وقال أبو الحسن الأشعري في الإبانة عن أصول الديانة (ص ١٢٤ - ١٢٥): "فمن سألنا فقال: أتقولون إن لله سبحانه وجها؟ قيل له: نقول ذلك خلافا لما قاله المبتدعون، وقد دل على ذلك قوله تعالى: {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: ٢٧]. قال الشيخ سليمان بن عبد الله في تيسير العزيز الحميد (ص ٤٨٦): "والقول في الوجه عند أهل السنة كالقول في بقية الصفات، فيثبتونه لله على ما يليق بجلاله وكبريائه من غير كيف ولا تحديد، إثبات بلا تمثيل، وتنزيه بلا تعطيل". وانظر للمزيد: نقض الدارمي على بشر المريسي (٢/ ٧٠٣ - ٧٢٤). ومختصر الصواعق المرسلة لابن القيم (٣/ ٩٩٢ - ١٠٢١).