"لا تزال جهنم تقول: هل من مزيد، حتى يضع فيها رب العزة تبارك وتعالى قدمه، فتقول: قط قط وعزتك، ويزوى بعضها إلى بعض". وفي رواية: "حتى يضع الله رجله". أخرجها البخاري في صحيحه رقم (٤٨٥٠). وجاء عن ابن عباس ما يدل على أن لله قدمين، فقد روى عثمان بن سعيد الدارمي في رده على المريسي (١/ ٣٩٩ - ٤٠٠)، وأبو بكر بن خزيمة في التوحيد (ص ١٠٧ - ١٠٨)، والحاكم في المستدرك (٢/ ٣١٠) كلهم من طرق عن سفيان عن عمار الدهني عن مسلم البطين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أنه قال: "الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر قدره إلا الله". قال الحاكم عقب تخريجه للحديث: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي. قال الحافظ في الفتح (٨/ ٢٥١): "وقد روى ابن أبي حاتم من وجه آخر عن ابن عباس أن الكرسي موضع القدمين، وروى ابن المنذر بإسناد صحيح عن أبي موسى مثله". وأورد ابن قدامة في كتابه تحريم النظر في كتب الكلام (ص ٣٨) أن حنبلًا قال: سألت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضي الله عنه عن هذه الأحاديث التي تُروى أن الله تبارك وتعالى يُرى، وأنه ينزل إلى سماء الدنيا، وأنه يضع قدمه، وما أشبه ذلك. فقال أبو عبد الله رضي الله عنه: نؤمن بها ونصدق بها ولا نَرُدّ منها شيئا إذا كانت بأسانيد صحاح، ولا نرد على الرسول -صلى الله عليه وسلم- قوله، ونعلم أن ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم- حق، ولا يوصف الله تعالى بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية، {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الشورى:١١].