للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثرى، وما في قعر البحار، ومنبت كل شعرة، وكل شجرة، وكل زرع، وكل نبت، ومسقط كل ورقة، وعدد ذلك كله، وعدد الحصا، والرمل والتراب، ومثاقيل الجبال، وقطر الأمطار، وأعمال العباد وآثارهم، وكلامهم وأنفاسهم، وهممهم، وما توسوس به صدورهم يعلم كل شيء لا يخفى عليه شيء من ذلك (١).


(١) مسائل الإمام أحمد برواية حرب الكرماني (ص ٣٥٩).
التعليق: ما نقله حرب الكرماني عن أئمة السلف يمثل إجماعهم على إثبات صفة العلم لله تعالى، وبيان سعة علمه تبارك وتعالى. فلا يكون شيء في الكون إلا بعلمه، والعلم صفة ذاتية أزلية لله تعالى، فالله علم في الأزل ما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون.
والأدلة على إثبات هذه الصفة كثيرة جدا منها:
قوله تعالى: {ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [المائدة: ٩٧]. وقوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام:٥٩].
وجاء إثبات هذه الصفة على لسان النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث قال: "اللهم إني أستخيرك بعلمك ... " الحديث. رواه البخاري (١١٦٢). =

<<  <  ج: ص:  >  >>