التعليق: مسألة اللفظ: من المسائل التي وقع فيها خلاف لدقتها واشتباهها. وسبب ذلك، اختلافهم في مفهوم اللفظ والتلاوة، لأنها من الألفاظ المجملة المحتملة لمعنيين: الأول: أن اللفظ قد يراد به الكلام الملفوظ به، المتلو المقروء. فهذا غير مخلوق. الثاني: أن اللفظ قد يراد به فعل المتكلم وحركاته وصوته، وهذا مخلوق. وقد يراد بذلك مجموع الأمرين، فلا يجوز إطلاق الجلق على الجميع، ولا نفي الخلق عن الجميع. انظر مجموع الفتاوى (١٢/ ١٩٧ - ١٩٨، ٣٠٦ - ٣٠٧، ٣٧٣ - ٣٧٤). قال الامام البخاري في خلق أفعال العباد (٢/ ٧٠): "سمعت عبد الله بن سعيد يقول: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: ما زلت أسمع من أصحابنا يقولون: إن أفعال العباد مخلوقة. قال أبو عبد الله: حركاتهم وأصواتهم واكتسابهم وكتابتهم مخلوقة، فأما القرآن المتلو المبين المثبت في المصاحف المسطور المكتوب الموعى في القلوب فهو كلام الله ليس بخلق". ولما كان هذا اللفظ فيه نوع اشتباه والتباس، وذريعة لأهل البدع إلى القول بخلق القرآن، حذر الإمام أحمد من كلا الإطلاقين.=