للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
وأما الخوض في الرأي المذموم فقد حذر السلف من ذلك أشد التحذير، لأن فيه إعراض عن الكتاب والسنة وتعلق بآراء الرجال، فهذا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يقول: "إياكم وأصحاب الرأي، فإنهم أعداء السنن، أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها، فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا". أخرجه اللالكائي في شرح الاعتقاد (٢٠١)، وأبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام وأهله (رقم ٢٦٧).
وجاء عن علي -رضي الله عنه- أنه قال: "لو كان الدين بالرأي، لكان أسفل الخف أولى بالمسح من أعلاه". رواه أبو داود في السنن (١/ ٢٢٦ رقم ١٦٣).
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: "آفة الرأي الهوى". أخرجه أبو إسماعيل الهروي في ذم الكلام وأهله (٣٧٥).
وعن نوح الجامع قال: قلت لأبي حنيفة: ما تقول في ما أحدث الناس من الأعراض والأجسام؟ فقال: مقالات الفلاسفة عليك بالأثر، وطريقة السلف، وإياك وكل محدثة، فإنها بدعة". أخرجه الهروي في ذم الكلام وأهله (رقم ١٠١٥)، والأصبهاني في الحجة في بيان المحجة (١/ ١٠٥)، وابن قدامة في ذم التأويل (ص ٣٠ - ٣١).
وجاء عن محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة أنه قال: قال أبو حنيفة: "لعن الله عمرو بن عبيد، فإنه فتح للناس الطريق إلى الكلام فيما لا يعنيهم من الكلام، وكان أبو حنيفة يحثنا على الفقه، وينهانا عن الكلام". أخرجه الهروي في ذم الكلام وأهله (١٠٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>