للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
وتوقف آخرون وأرجؤوا أمرهم إلى الله تعالى. انظر فتح الباري لابن حجر (٣/ ٣١٢ - ٣١٣)، والفصل في الملل والأهواء والنحل لابن حزم (٤/ ١٢٧ - ١٣٦)، وأحكام أهل الذمة لابن القيم (٢/ ١٠٨٦ - ١١٣٧)، وطريق الهجرتين له (ص ٥٧١ - ٥٨٧).
وقد بين ابن القيم أنه ليس معنى قوله -صلى الله عليه وسلم-: "الله أعلم بما كانوا عاملين "التوقف وعدم الحكم لهم بجنة أو نار، بل إنما معنى الحديث "الله أعلم بما كانوا يعملون لو عاشوا، فهو سبحانه وتعالى يعلم القابل منهم للهدى، العامل به لو عاش، والقابل منهم للكفر، المؤثر له لو عاش، لكن لا يدل هذا على أنه يجزيهم بمجرد علمه، فيهم بلا عمل يعملونه، وإنما يدل على أنه يعلم منهم ما هم عاملون بتقدير حياتهم ... ". طريق الهجرتين (ص ٥٧٢).
والأظهر أن أطفال المشركين يمتحنون يوم القيامة، فمن أطاع دخل الجنة، ومن عصا دخل النار. فهناك يظهر منهم ما علمه الله، ويجزيهم على ما ظهر من العلم، وهو إيمانهم وكفرهم، لا على مجرد العلم. وهو ما ذهب إليه شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم ومن وافقهما. قال شيخ الإسلام: "وهذا أجود ما قيل في أطفال المشركين وعليه تتنزل جميع الأحاديث. مجموع الفتاوى (٤/ ٢٤٧)، وانظر المصدر نفسه (٤/ ٢٤٦، ٣٠٣، ٣١٢ - ١٨/ ١٤٢)، والصفدية له (٢/ ٢٤٤ - ٢٤٥)، وإعلام الموقعين لابن القيم (٤/ ٢٧٢ - ٢٧٣)، وأحكام أهل الذمة (٢/ ١١٣٧ - ١١٣٨)، وطريق الهجرتين له (ص ٥٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>