للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحد أوعية العلم من الصحابة، وهو: عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه -، ينصح من حوله من الآباء والمربين ذات يومٍ، منبِّهًا إياهم على ذلك الخُلُق، محذِّرًا من التلاعب بمشاعر الصغار، بدعوى أنهم لا يفهمون، ولو بإخلاف وعد؛ فيقول لهم:

«إياكم والروايا، روايا الكذب، فإنَّ الكذب لا يصلح بالجد والهزل، ولا يَعِد أحدكم صبيَّه ثم لا ينجز له» (١).

وهذا ما كان الصَّحْب الكرام يطبقونه في تعامله مع صغارهم، ألا يعدوهم إلا بما يستطيعون الوفاء به.

ها هي امرأة يزورها النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيتها ذات يوم، فتتلمس البركة والدعاء لصغيرها الذي خرج يلعب كعادة أقرانه، فتناديه، وحضًّا له على الإسراع تعده أنه إذا أتى أعطته عطيَّة، إنه عبدالله بن عامر - رضي الله عنه -، قالت له أمُّه: «يا عبدالله! ها، تعال أعطِكْ».

فسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - عبارتها فقال لها: «وما أردتِ أن تعطيه؟»

قالت: «أعطيه تمرًا».


(١) في إسناده ضعف: أخرجه السمعاني في «أدب الإملاء والاستملاء» (ص/ ٣٥)، من طريق يحيى بن رجاء، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود؛ به.
ويحيى بن رجاء، ترجم له الذهبي في «تاريخ الإسلام» (٥/ ٩٦٢)، ولم ينقل فيه جرحًا ولا تعديلًا.

<<  <   >  >>