للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من خالف الفريضة، وارتكب المحرَّم، وأفطر في نهار رمضان من الكبار.

يقول عبدالله بن أبي الهذيل: أُتي عمرُ بشيخ شرب الخمر في رمضان، فلما رُفع إليه عثر، فقال: «على وجهك -أو: بوجهك- (للمِنْخَرين للمِنْخَرين)، (في رمضان) وصبياننا صيام؟ فضربه الحدَّ، (ثمانين)، وكان إذا غضب على إنسان سيَّره إلى الشام، فسيَّره إلى الشام» (١).

وقبل أن ننتقل إلى عبادة أخرى من التي ربَّى الصحب والآل صغارهم عليها؛ نؤكِّد على أنه ليست الصلاة والصيام فقط هما اللذان يضبطان سلوك المرء ورغباته، بل كل عبادة هي في الحقيقة ضبط لشهوة من الشهوات، وتعويد للنفس أن تضبط مشاعرها وتضبط سلوكها، وتختار طريقها بين مختلف الطرق، تختار طريق الحقِّ والإحسان والإخلاص.

- الزكاة:

وهل على الصغير زكاة؟!

ربما يطرأ هذا السؤال على أذهان البعض حين يُطالع لأول وهلة عنوان هذه العبادة ضمن ما ربَّى عليه الصحب والآل صغارهم، والجواب: أنَّ الصغير إذا صارت له ذمَّة ماليَّةٌ مستقلة خاصَّة؛ فهنا صار على أمواله


(١) إسناده صحيح: أخرجه عبدالرزاق (١٣٥٥٧، ١٧٠٤٣)، والبغوي في «الجعديات» (ص/ ١٠١) واللفظ له، وما بين القوسين من رواية عبدالرزاق. والأثر أخرجه البخاري (٤/ ٢٠٠ - مع الفتح) تعليقًا عن عمر بن الخطاب.

<<  <   >  >>