للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتتحمَّل مشاقَّ حملها، ووضعها، قبل رضاعها وتربيتها.

لم تتوقف العناية المبكِّرة عند حد الاختيار فحسب؛ بل إنها تمتد لفترة البناء والحمل، إلى ما قبل الوضع، وخروج الولد إلى سعة الحياة بعد ضيق الرحم.

ومن أهم الوسائل التي استُخدِمت في ذلك: الدعاء بالبركة والصلاح لهم، قبل مجيئهم، كما وقع من:

[علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -]

تقول سُرِّية (١) لعبدالله بن جعفر: دعاني عليٌّ وأنا حُبلى، فمسح بطني، وقال: «اللهم اجعله ذكرًا ميمونًا مباركًا، صالحًا تقيًّا». قالت: فولدتُ غلامًا (٢).


(١) هي الجارية المملوكة، والجمع: سراريّ.
(٢) إسناده حسنٌ إليها: أخرجه ابن أبي شيبة (٢٩٨٧٠) عن شريك بن عبدالله بن أبي نمر، وسعيد بن منصور (٢١٧١ - الأعظمي) عن هُشيم بن بشير، وابن أبي الدنيا في «مجابو الدعوة» (٣٩) -واللفظ له- من طريق جرير بن عبدالحميد.
جميعهم (شريك، وهشيم، وجرير) عن مغيرة بن مقسم الضبي، عنها؛ به
وفي رواية هشيم: بزيادة أم موسى بين مغيرة والسُّرية، وصرَّح هشيم بتحديث المغيرة له.
وأم موسى هذه سُرية لعلي بن أبي طالب، ترجم لها الحافظ في «تهذيب التهذيب» (١٢/ ٤٨١)، ونقل قول الدارقطني عنها: "حديثها مستقيم، يخرَّج حديثها اعتبارًا". وقول العجلي: "كوفية تابعية ثقة".
وقد أخرج رواية المغيرة عنها: أبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والبخاري في الأدب المفرد.
وتبدو رواية هُشيم أولى، وذلك لتصريحه بالتحديث، ولكونه أوثق من شريك، وجرير، ولكونه زاد في الإسناد زيادة مقبولة. وقد يكون إسقاط أم موسى من الطريقين الآخرين من قِبل المغيرة نفسه، فقد وُسم بالتدليس.

<<  <   >  >>