للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- دفْع الاعتقادات الخاطئة من قلوبهم، ونهيهم عن أفعال الشرك:

لا شكَّ أن الولد قطعة من والديه، وحال إصابته بمكروه يودَّان دفعه عنه بأي وسيلة تُتاح، بل قد يجرهما هذا الفزع لأجله إلى خارج حدود المباحات؛ فيتقحَّم بهما المخاطر، ويوردهما المهالك، ويقتحم بهما دائرة المحرمات!

وعندها يتدخل أولوا النهى والأحلام لرد الوالدين لرشدهما، وتعليم الأولاد من الصغر؛ أن العقيدة لا ينبغي أن تكون في ذيل الأولويات، بل هي على قُبَّتها، مهما كانت العواقب.

فهذا بُكير بن الحارث، يُحدِّث عمرو بن الحارث ذات يومٍ، أن أمَّه -أي: أم بكير- حدثته: أنها أرسلت إلى عائشة رضي الله عنها بأخيه مخرمة، وكان يُداوى من قرحة (١) تكون بالصبيان، فلما داوته عائشة وفرغت منه رأت في رجليه خلخالي حديد (٢) فقالت عائشة: «أظننتم أن هذين الخلخالين يدفعان عنه شيئا كتبه الله عليه؟! لو رأيتها ما تداوى عندي، وما مسَّ عندي، لعمري لخلخالان من فضة أطهر من هذين» (٣).


(١) كذا في رواية ابن وهب، وفي رواية الحاكم: «وكانت -أي: عائشة- تُداوي من قرحة».
(٢) كذا في رواية ابن وهب، وفي رواية الحاكم: «خلخالين جديدين».
(٣) أخرجه ابن وهب في «الجامع» (٦٦٨)، ومن طريقه الحاكم (٧٥٠٨)، وقال عقبه: "هذا حديثٌ صحيح الإسناد، ولم يخرِّجاه".
وهذا إسنادُ صحيح إلى أم مخرمة، لكن يبقى النظر في حالها هي، فلم أقف لها على ترجمة فيما تحت يدي من الكتب، وعلى كل حال فهي في طبقة التابعين، وقد قال الذهبي: في «الميزان» (٤/ ٦٠٤): "فصل في النسوة المجهولات: وما علمتُ في النساء من اتهمت، ولا من تركوها".

<<  <   >  >>