مرادنا هنا بالتربية الاجتماعية للصغير: أن يُنشَّأ تنشئة تُكيِّفه مع وسطه الاجتماعي، سواء مع الكبار، أو مع الأصدقاء ومن هم في سنه، وليكون فعَّالًا إيجابيًّا، بعيدًا عن الانطواء المزري، أو الخجل المقيت، يأخذ ويعطي، يبيع ويشتري، يخالط ويعاشر، وكل ذلك محاطٌ بغلاف من الأدب والاحترام.
ومن خلال التأمُّل والنظر في تعامل الصحب والآل مع صغارهم، نجد أنَّ هناك بعض الأساليب والوسائل التي استخدمها هؤلاء السَّلف في تربية صغارهم اجتماعيًّا؛ وهي:
- أوَّلًا: اصطحابهم إلى مجالس الكبار:
في أخذ الصغار واصطحابهم إلى مجالس الكبار تظهر نواقصهم، واحتياجاتهم التربوية، فيستطيع الوالد والمربي عند ذلك توجيه صغيره نحو الكمال، وتشجيعه على الجواب، خاصَّةً عندما يُطرحُ سؤال، فيتكلم بعد استئذان، وبأدب ووقار، فينمو عقله، وتتهذَّب نفسه، وينطلق لسانه، ويتعرَّف إلى أحاديث الكبار شيئًا فشيئًا، فيتهيأ لدخول المجتمع،